قضايا

في رثاء الأنوثة و الفرح... ليلى تذبل خلف النكران

عبد العزيز المنيعي

تلك الصور العديدة التي تداولها الرأي العام، للسيدة الشابة ليلى، وهي بجوار "حبيبها" المحامي، كانت تقفز منها طراوة الحياة، والفرح كان يظهر جليا في عيونها، كما أن الأنوثة كانت تستعرض بذخها في ابتسامتها وكل تقاسيم وجهها.
كل تلك الصور غاصت عميقا في وحل الهم والكدر، عوضتها صور جديدة... ليلى تحمل طفلتها وقد "شاخت" خلف النكران، ذبلت حتى انتهى رحيق زهرة عمرها باكرا..
صورة واحدة قلّبت المواجع، وأظهرت أن الخذلان له طعم واحد وهو طعم المرارة، وأن النكران له شكل واحد وهو شكل المهانة والإحباط.
صورة ليلى امام المحكمة، وقد تغيرت ملامحها... قطعت مسافات زمنية حتى لعبت رياح الحياة بيومياتها، خلف جبل من الهم والغم وملاحقة الحقيقة.
لا يمكن لمدّع أن يستطيع تصنع اللحظة إن لم يكن صادقا، أو ممثلا بارعا من طينة مشخصي هوليوود الكبار، لا يمكن لليلى أن تتقمص دور الضحية، لأنها بكل بساطة ضحية... صورتها أو صورها وهي تغادر المحكمة وتترقب الفرج، وسطوع شمس الحقيقة، جعلها تنتكس خلف الانتظار، وتتوارى بهجتها وفرحها وأنوثتها في بئر النكران السحيقة.
يعز عليك أن ترى لحظة حلم بالحب والأسرة والاستقرار، تتحول إلى جحيم من المتابعات والملاحقات والترقب... حجيم مفتوح على مصراعيه لكل التأويلات المؤلمة الممكنة..
ليلى وقعت فريسة لشهوة عاشق عابر، أرادها جسدا دون روح، أرادها أن تكون له خالصة كدمية جنسية لا تطالب بحقها في الحياة..
ليلى في نهاية المطاف هي ضحية عقلية متخلفة تتقمص الاخلاق من أجل قبلات مسروقة أو مضاجعة خارج القانون..
ليلى أولا وأخيرا هي كل امرأة سقطت من برج أنوثتها بعد أن ناداها صوت الخديعة والنكران..