قضايا

مقدمة إبن خلدون ومؤخرات "الطوندونس"

عبد العزيز المنيعي

سؤال بسيط، كم سيبلغ ثمن تذكرة حضور لقاء إبن خلدون لو كان حيا يرزق؟
أو بالاحرى، هل ستخصص تذكرة لدخول لقائه؟
السؤال يتناسل على ضفاف بحر من المستجدات العابثة بيومياتنا، مستجدات من قبيل ارتفاع صاروخي لتذكرة لقاء إعلامية، تثير "الزوابع" الرملية في مواقع التواصل الإجتماعي.
نعم لقاء إعلامية، بلغ ثمن تذكرة دخوله، والتملي بالطلعة البهية، والإستماع إلى "عصارة" الكلام، و"مخ" التجربة، 300 درهم للجمهور العادي، اما الجمهور الشرفي فثمن تذكرته على قدر وزنه "الإجتماعي"، ونظن أن 600 درهم جيدة ومحترمة.
بالأمس القريب حاضر عبد الله العروي بالرباط، وقبله الجابري رحمه الله، وبينهما سبيلا وطه عبد الرحمان وكيليطو وغيرهم كثر في مشهدنا الثقافي الملهم فكريا لكنه فقير تسويقيا.
بالأمس فقط اصطفت بضع ميكروفونات أمام العروي، في حين اصطفت العشرات منها امام مطربة عابرة لقارات الفضائح، والسبت سيكون موعدنا مع إعلامية في مدينة الدار البيضاء، وحتما سيكون الحضور "الإعلامي" مثيرا لشهية "الفراجة". ومكرسا لوضع شاذ عجائبي لا يترجم الامل في أن نتخلص من التفاهة، ابدا... فهي جاثمة على صدورنا مثل صخرة سيزيف.
علينا أن نكون بقدر اللحظة التافهة، وعلينا أن نتخلى عن ما تبقى من عقل وموضوعية ومنطق، وننتشي ب"مخدرات" التواصل الإجتماعي، ونطلب من إبن خلدون أن يبسط مقدمته للأجيال التي تلاحق اخبار "الآيس كريم"... ومؤخرات "الطوندونس"..
علينا بكل بساطة، أن ننتهي من معاندة "الواقع" وأن نعد وجبتنا "الفكرية" من توابل مطبخ التواصل الإجتماعي..
علينا جميعا أن نقر اننا انهزمنا وهرم العقل فينا، وباتت الصورة سيدة الصفحات البيضاء، اما الكلمات فإلى هامش الهامش..