على باب الله

عبد القادر شو ...

المصطفى كنيت

أشهر عبد القادر اعمارة، وزير التجهيز و النقل و الماء " البيرمي الإلكتروني" و سار يبشر الناس بهذه الورقة، القابلة للسحب عند أية مخالفة،و لن يطلق سراحها إلا الأداء سواء أكانت رقمية أو كاركونية ذكية أو غبية .  
و عوض أن يهتم الوزير، الذي أحدث ذات يوم غرفة للنوم وحماما بمقر الوزارة حين كان يتحمل حقيبة الطاقة والمعادن، بالبحث في  أسباب حوادث السير، استعان بالمنشط التلفزيوني رشيد شو لتقديم وصفته الجديدة من "البيرمي" و"الكارت كريز"، وهما وثيقتان لن تحلا معضلة القتلى والجرحى اللذان تخلفهما "الكسايد" كل الأسبوع.

و لن تخفي ورقة البيرمي  سواء أكان ورقيا أو إلكترونيا ( مؤمنا، رقميا ومتعدد الخدمات) شجرة الفواجع، التي فشلت اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، التي تحولت إلى "الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية"، في الحد منها، رغم عشرات الملايير من الدراهم التي تنفقها كل سنة، في حملات تواصلية فاشلة، بكل المعايير، تحوّلت، للأسف، إلى ريع موسمي يستفيد منه من يتسابقون إلى وضع "الميكرفون" أمام سي ناصر بولعجول، و يتفننون في الإطراء على وزير التجهيز والنقل والماء عبدالقادر عمارة، الذي تعجر وزارته عن توفير الماء، في العديد من المناطق، حتى لغسل جثة قتيل لقى حتفه في انقلاب سيارة في منعرج يفتقر إلى علامات التشوير أو داسته عجلات شاحنة، تسير بسرعة.

في الواقع،  لا يمتلك لا بولعجول ولا عمارة،  استراتيجية واضحة للحد من الحوادث، التي تحصد آلاف الأرواح كل سنة، ويكتفيان، في كل مناسبة، بتسويق خطاب تربوي، رغم أن الوزارة والوكالة غائبتان، تماما، عن المدارس، بل إن كل الحملات التربوية التي تستهدف التلاميذ، غالبا، ما تقوم بها مصالح الأمن الوطني والدرك الملكي، بحكم ما تتوفران عليه من كفاءة نضجت على نار تدبير حركة السير والجولان.

رخصة السياقة، التي يهلل لها اعمارة اليوم و يصفق لها بولعجول، هي اختيار أمني، لا فضل لهما فيه، مادامت الحاجة الأمنية هي التي دفعت في هذا الاتجاه، لحماية الوثيقة من التزوير، وكذلك الأمر بنسبة للورقة الرمادية، التي ستتخذ بدورها هذه الصبغة الإلكترونية، بعد أن أصبحت مراكز تسجيل السيارات بؤرة للفساد، قاد إلى اعتقال العشرات من المزورين، بتواطؤ مع موظفي الوزارة، والأمثلة على ذلك كثيرة...

و يكفي أن نذكر الوزير بمركز تسجيل السيارات بالخميسات، الذي يبدو أنه توقف على تسليم الورقة الرمادية، منذ تلك الفضيحة المعلومة، التي انفجرت قبل أزيد من 6 أشهر.

وكان على الوزير و بولعجول أن يتذكران ما وقع لهما في حي المسيرة بتمارة، حين همّا بتدشين حلبة تربوية، وسط حي يفتقر إلى قنوات الصرف الصحي، و لا تستفيد العديد من دوره من الماء الصالح للشرب، قبل التفكير في البيرومي والكارت كريز الإلكترونيين.