قضايا

الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب...

عبدالعزيز المعداني

كعادتهم، ولأنهم " لا يعجبهم العجب و لا الصيام في رجب"، أخرج بعض أشباه الحقوقيين، و السياسيين، الذين يتحركون وفق أجندات خاصة جدا، و يتخذون المواقف لا انطلاقا من قناعة تنبني على معطيات واقعية، بل من مواقف جاهزة، ألسنتهم، للطعن في تقرير المجلس الوطني لحقوق الإنسان حول احتجاجات الحسيمة، بل و أصروا على استهداف رئيسته، أمينة بوعياش، من دون أن يجرأ أحدهم على إبراز جوانب النقص في التقرير أو مقارعة الحجة بالحجة، كل ما فعله ويفعله هؤلاء هو اللغط واللغو لترويج الأكاذيب والأضاليل، التي دأبوا عليها دائما، عبر مختلف مجريات هذه الأحداث وما تلاها من محاكمات.

و رغم أنهم فشلوا في إقناع الرأي العام، في كل تلك المحطات بوجهة نظرهم، التي تحاول تصوير الضالعين في تلك الجرائم، التي وصلت حد التآمر على البلاد والعباد، وكأنهم "ضحايا"، رغم تورطهم حتى النخاع في جنايات يعاقب عليها القانون، وتصل عقوبتها إلى الإعدام، فإنهم، في محاولة أخيرة ويائسة، يحاولون هذه المرة، الهجوم على رئيسة المجلس، وأعضاء المجلس، الذين يمثلون حساسيات حقوقية وسياسية مختلفة، تجعلهم في منأى عن  شبهة أي تواطؤ، كما يتوهم "الرافضة" من أمثال خديجة الرياضي والمعطي منجيب ومن يقتات من فتات المنظمات الأجنبية، التي تعمل وفق أجندة، تتحكم فيها أيادي قذرة، ترغب التشويش على كل المجهود الذي بدله المغرب، منذ بداية التسعينات من القرن الماضي في مجال النهوض بحقوق الإنسان، فكانت له محطات ومحطات، أثمرت، هذا الهامش الكبير من حرية الرأي والتعبير، الذي أتاح لهم "الزعيق" من قلب العاصمة الرباط.

لقد فشل الذين أصروا على تسمية احتجاجات الحسيمة  بـ "الحراك" في انتزاع ما يخدم طرحهم الجاهز الذي تبنوه، منذ البداية، والذي يقوم على إعلان "العداء" المسبق للدولة والمؤسسات، كما فشلوا في إثبات ما افتروه من ادعاءات تعرض المعتقلين إلى "التعذيب"، لأن إثبات الوقائع استند أساسا على فيديوهات مسجلة من قبل المعتقلين أنفسهم، وصور وتسجيلات المكالمات الهاتفية وعبر "واتساب" وتحويلات مالية وتدوينات عبر موقع التواصل الاجتماعي وتصريحات الشهود وحالات ضغط على "إعجاب" لتدوينات، أكثر من الاعتماد على تصريحات المتهمين المدونة في محاضر الشرطة. كما أن عملية التنصت والتقاط المكالمات تمت بأمر قضائي وطبق القانون.

لقد كشف حقوقيو المجلس الوطني لحقوق الإنسان عن الكثير من مناطق العتمة، التي كان يختبئ فيها أشباه حقوقيي تلك الجمعيات، فبدلت سوأتهم عارية تماما أمام الرأي العام، و ما عليهم إلا أن يخسفوا عليها بعض الدولارات التي يتلقوها من الخارج.