على باب الله

الرَّاسْ اللِّي مَا يْدُورْ كُدْيَة

المصطفى كنيت

في اكثر من مناسبة، صرح عبد اللطيف وهبي، الامين العام لحزب الاصالة و المعاصرة، أنه لا يصلح ان يكون وزيرا، لان موقعه كامين عام لحزب "عتيد" لا يسمح له بان يكون تحت إمرة " زعيم" مثله، فإما ان يكون رئيسا للحكومة أو لا يكون.

غير ان المجلس الوطني للحزب، الذي لم يسبق له ان اجتمع قط، بعد المؤتمر الاخير حتى لانتخاب مكتب سياسي،  دعاه في بلاغ رسمي، للتنازل عن كبريائه، و وضع استوزاره كشرط للمشاركة في الحكومة المقبلة، (و هو ما يعني ان  وهبي مستبعد من رئاسة مجلس النواب)، وهي رسالة ليست موجهة لعزيز اخنوش، رئيس الحكومة المعين، الذي لا يمتلك إلا سلطة الاقتراح فقط، بل تتجاوزه.

و على راي المثل الشعبي : " الراس لي ما يدور كدية"، و يبدو  ان راس وهبي دار  ب 360 درجة،  و انه و مجلسه مصر على تحمل مسؤولية حقيبة وزارية حتى و لو كانت فارغة خلافا  لكل تصريحاته السابقة.

و لا احد  يعرف هل هو طموح شخصي ام محاولة لوضع العصا في عجلة اخنوش، لان التفاوض يكون حول الحقائب وليس الأشخاص.

و قد يدفع هذا الموقف أخنوش الى التخلي عن " البام"، خاصة إذا علمنا ان وهبي، و هو محامي يريد حقيبة العدل، و يقترح المهدي بنسعيد لقطاع الشباب و الرياضة، رغم ما يجر وراءه من وزر انخراط والدته في الحملات المسعورة للجمعية المغربية لحقوق الانسان، التي تتعمد الإساءة إلى صورة المملكة...

و لا تتشكل التحالفات على مبدأ التشارط، ولكن على منطق التفاوض.كما ان الاسماء لا تفرض، و إنما تقترح.

و لا شك ان سي أخنوش يردد في نفسه:" الله يسل الشوكة بلا دم"، لان قبوله هذا الشرط يعني قبوله لباقي شروط " البام"، و شروط الاستقلال، و هو ما قد يجعله يفقد السيطرة على مقود هذا التكليف.

و الواضح ان صورة الاغلبية غير واضحة، و تشكيلها، قد يبدو سهلا باحتساب  المقاعد، و هو حساب خاطئ.

و على راي المثل: " زوج لفاع ما تيسكنوش في غار واحد"، و سيكون على اخنوش  تدبير هذا الامر الذي فيه يختلفون.