مساء الجمعة الماضي، اشترط بلاغ لما يسمى المجلس الوطني لحزب الاصالة و المعاصرة، بإيعاز من الامين العام نفسه، استوزار عبد اللطيف وهبي، الذي صرح عشرات المرات، بمنطق قطعي،  انه لن يقبل ان يكون الا رئيسا للحكومة أو ان لا يكون، إلا أنه في نهاية المطاف: " امحى السما بليݣة"، كما يقول المثل، و رضي ان يكون مجرد جندي في جيش 'جنرال'، كما كتب محمد الاشعري ذات يوم.

و مع إطلالة بداية الأسبوع، اشترط وهبي على رئيس الحكومة المكلف، إبعاد الاتحاد الاشتراكي من اي تحالف، و إغلاق كل المنافذ التي يمكن ان يتسلل منها حزب يعتقد كاتبه الأول، إدريس لشكر ان الوردة أولى بدخول الحكومة من " الجرار"، و ان ابنته خولة أحق بالوزارة، والعهدة على المواقع التي أوردت هذا الخبر.

و على راي المثل المصري:" لي اولو شرط آخره نور"، و  تقتضي الشروط التعامل معها بالقبول او الرفض، غير انه لم يصدر لحد الآن عن عزيز اخنوش اي رد، و في القواعد الفقهية: " الصمت من علامات الرضا".

 و يبدو السي اخنوش' راضيا' بإشراك " الجرار"، حتى و لو كانت شروطه ستفتح كوة قد يتسرب منها الكثير من الظلام الى هذه المشاورات، والتي قد تصبح مع مرور الوقت، اكثر حلكة، ما لم يخرج أخنوش ما يدور في كواليسها الى الضوء.

و في هذه اللحظة، سي اخنوش  مدعو الى إمساك "العصا من الوسط"، حتى يقطع هذا الصراط، التي قد تعصف به الطموحات  الشخصية، و الرغبات في استوزار الابناء و الاصحاب، و كل الذين لن تتالف، ابدا، قلوبهم.

و كان الله في عون سي عزيز، مع هذه " العصيدة" التي لا تحرق الاصابع، و إنما الاعصاب و الدماغ، و مع " زعماء" احزاب لا يرون في انتخابات تداولا على السلطة، بل فرصة لتحقيق مآرب اخرى، على حساب الناخبين و الديمقراطية احيانا.