على باب الله

الضامن بشكارتو

المصطفى كنيت

لم يترك التحالف الثلاثي (الاحرار، الجرار، الاستقلال)، اية فرصة ل " المناورة" ( بمعناها الايجابي) للمنتخبين محليا وإقليميا و حهويا، فقد قضي الامر الذي فيه يختلفون  بالرباط، و ما على "الأعضاء" الا الامتثال للقرار، تحت طائلة التهديد  بالتجريد من العضوية،  رغم ان سحب هذه الصفة المكتسبة من خلال صناديق الاقتراع، لا يكون إلا  بالاستقالة او تغيير الانتماء السياسي، و ان التصويت خارج التحالف، ليس مبررا لذلك تماما، و ننتظر ان تعرض على القضاء الإداري احدى هذه الحالات ليرفع حكمه اللبس.

لقد جعل هذا التنسيق مستشارين يصوتون عن مرشح للرئاسة على مضض، واضطر اخرون إلى إقبار طموحهم في الترشح للمناصب كرها، فتم انتخاب رؤساء جماعات ترابية ومكاتب لا تتجاوب حتى مع قناعة المئات من اعضائها الفائزين، و لا مع إرادة الناخبين أحيانا، لأنها لم تراع الخصوصيات المحلية، ولا حق باقي الاحزاب في المشاركة في تدبير الشأن المحلي بعد ان تحاماهم هذا الثلاثي، و هو ما سيجعل الاحزاب المكونة له تعاني ليس فقط من ثقل المسؤولية الحكومية، وما تقتضيه من تنفيذ التزامات التي جعلت قاعدة عريضة تصوت لفائدتها، ولكن من جسامة تدبير المدن الكبرى بتنوع اشكالياتها في التعمير والنقل و النظافة وما يتفرغ عنها من اعطاب.

لقد تعامل التحالف بمنطق "ميسة و ضامة"، في الحكومة والجماعات..

طبعا، هذا من حقه، مادام يتوفر على الاغلبية للتدبير بكل ارتياح، إلا ان هذا الارتياح العددي ليس ضامنا للنجاح، وعلى راي المثل: " الضامن بشكارتو".