على باب الله

لي بغا يطلب يقصد لخيام لكبار

المصطفى كنيت

لا يوجد أي مغربي ينتظر "صدقة" من وهبي، و لا من غير وهبي،  وكما يقول المثل الشعبي القح:" جوعي فكرشي وعنايتي في راسي".

ولا ينتظر الشعب المغربي رحيل حكومة و مجيء أخرى، لتعلمهم قواعد الكسب، و سبل الاجتهاد، و العمل من أجل الحصول على قوتهم اليومي، فهم قادرون على نحت رزقهم حتى من صخر.

 وفي القرآن الكريم: "قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى"، غير أن الأذى سبق الصدقة، حتى من قبل أن تقوم قائمة للحكومة.

وقد سبق وهبي العصا على الغنم، و كأن سي وهبي يبحث عن مبررات للتخلص من الوعود الانتخابية الكثيرة التي أغرت بها البرامج الحزبية الناخبين، والتي إن لم تكن مستحيلة التحقق فهي عسيرة الإنجاز، قد تعجز الحكومة عن تنفيذها بنفس السرعة واليقين الذي وعدت به بالخطابة، وعلى منصات التواصل الاجتماعي أو على صفحات الجرائد و المواقع.

وليست مهمة الحكومة تحفيز المواطنين على العمل، بل خلق فرص الشغل، لأن التحفيز يستهدف اساسا الموظفين أو الإجراء الذين أصابهم الملل والخمول، و لم يعودوا يجدون في مناصبهم إلا الروتين و التكرار، لذلك فهم بحاجة إلى ما يوقظ فيهم الرغبة في الخلق و الابتكار، أما الذين لا شغل لهم اصلا، و هم كثيرون من حملة دبلومات و بدونها، فيحتاجون الى حكومة قادرة على تحريك عجلة الاقتصاد، و خلق الثروة، حتى ينال منها كل فرد نصيبا.

ما قاله وهبي، الذي لم يعد يرغب أن يصبح وزيرا، فيه الكثير من التنصل من المسؤولية إزاء من وضعوا ثقتهم في "الثلاثي"، الذي تصدر نتائج الانتخابات، و فيه بعض التجني على مهمة رئيس الحكومة المكلف نفسه، عزيز أخنوش، الذي لا يمكن اختصار ادواره في استثمار تجربته في مجال الأعمال، بل في إدارة الشأن العام، وفقا للدستور و القانون و الأعراف.

و للتذكير فإن المغاربة دأبوا على ترديد مثل شعبي، كلما عادوا خائبين من نيل مبتغى، فيقولون: "لي بغا يطلب يقصد الخيام الكبار".

لذلك نرجو أن تكون خيمة الحكومة كبيرة فتجود على المواطنين، فقط بما وعدتهم به، و بما يغنيهم عن السؤال.