على باب الله

النهار لول إموت المش...

المصطفى كنيت

 لا يصلح هذا المثل في السياسة، لأن مهمة الحكومات في كل دول العالم هي زرع الأمل، و ليس توزيع جرعات اليأس و خنق الأنفاس.

واذا كانت صناديق الاقتراع أطفأت "المصباح"، فلأن فئة من الناخبين انتصرت لـ  " الحمامة"  لتجود عليهم بالاطمئنان، لا إلى أن  تتحول الى حدأة  تشعل النار.

وعلى رأي المثل الشعبي: " النهار تيبان من صباحو"، غير أن شمس هذه الحكومة لم تشرق بعد، لأن سماءها ملبدة بالكثير من السحب و الضباب.

و قبل أن تكمل الحكومة شهرها الأول، لم يظهر في قراراتها ما يبشر المغاربة بالخير، وما عليهم إلا أن يدخلوا الصف، و يتحملوا مسؤولية تصويتهم في انتخابات 8 من شتنبر الماضي.

و لن يكفي، في تقدير رئيس الحكومة أن يدخلوا هذا الصف، الذي لا نعرف ما إذا كان مائلا ام مستقيما ام دائريا، بل ان يشدوا الطريق، بدون غمز ولا لمز، لان تنفيذ تلك الوعود الانتخابية يحتاج الى المال، وما على الذين وثقوا في برنامج الحزب، الذي تصدر نتائج الانتخابات إلا دفع المزيد من الضرائب و تحمل كل الزيادات في الأسعار.

و لم تخرج الحكومة بأي بلاغ يفسر للناس هذه الزيادات، و لكن جادت عليه ببلاغ يمنعهم من دخول الإدارات و ارتياد الفضاءات العامة إلا بعد الإدلاء بجواز التلقيح، و هو ما قد يعطل مصالح الملايين من المواطنين.

و كان على الحكومة أن تمنح مهلة معقولة للناس، و تتواصل معهم، تفاديا لهذه الفوضى و الازدحام الذي خلقه هذا القرار، و ان تحل معضلة " التلقيح اختياري و الجواز اجباري"، لكن يبدو انها تفضل ان تلوذ بالصمت، لانها لا تستطيع أن تقنع المواطن بهذه الزيادات و الإجراءات و الضرائب و الرسوم الجمركية التي " يبشر" بها مشروع القانون المالي.