على باب الله

ما كاين باس

المصظفى كنيت

 "البكاء وراء الميت خسارة"، لذلك لا يشفع للاعبي المنتخب الوطني ان يقضوا ليلتهم يبكون حتى نستمر في تشجيعهم، لمجرد انهم منتخب شاب، و سيخوضون في مارس المقبل مقابلة الحسم المؤهلة لمونديال قطر.

ذلك أن الدموع مهما سالت، لا تعفي من ربط المسؤولية بالمحاسبة، وبالتالي فإن الأمر يقتضي البحث عن الأعطاب، التي جعلت كرتنا لا تتجاوز الثمن و الربع و أحيانا تغادر المنافسات في دور المجموعات، رغم ما ينفق عليها من أموال كثيرة... لأن المغاربة بحاجة إلى من يمسح دموعهم، قبل دموع اللاعبين. لذلك لا بد من  أن نطرح هذا السؤال ـ بكل شجاعة ـ :" من يتحمل المسؤولية؟" لا أن نبحث عن تبرير للهزيمة.

صحيح ان المغاربة يرددون من باب التخفيف عند المُصاب:" ما كاين باس"، لكنهم أحيانا لا يتوقفون عند هذه العبارة، بل يضيفون إليها:" ما كاين اتمارة"، بكل ما تحمله العبارة من شحنة احتجاجية على وضع يشكو من الاعوجاج.

إن التأهل للمنافسات القارية أو الدولية لا معنى ولا قيمة له، ما لم يكن بهدف تحقيق النتائج المشرفة، والفوز بالألقاب.

أما في حالتنا، فإنه قد يتخذ طابع " النزهة"، و لا باس ان ننام مقلقين، و يتبدد حزننا في الصباح الباكر، و نواصل ممارسة الحياة بقلوب مرتاحة، هانئي البال و الضمير، علما أن الأمر يتعلق بفريق وطني، يسبل عليه المغاربة كل مشاعرهم الوطنية الصادقة، و تتوقف قلوب بعضهم من اجله أو يصابون بجلطة بسبب ارتفاع ضغط الدم...

إن الأمر لا يتعلق ب " حكيتها وبرات"، لأن المنتخب، في كل بلاد الدنيا، هو رمز للعلم و الوطن، ومظهر من مظاهر السيادة...

و نظن أن المغاربة ليسوا بحاجة إلى من يهون عليكم بل لمن يحاسب الذي تسبب في هذا الهوان.