على باب الله

الله يحسن لعوان...

المصظفى كنيت

قال بلاغ لحزب الأصالة والمعاصرة إن اجتماع الأغلبية أعطى نفسا جديدا لمكوناتها الحكومية  والبرلمانية.

والظاهر أن الأغلبية أنهكها فقط جزء من ذرة، في سباق خمس سنوات من تدبير الشأن العام ( إذا ما قدر لها أن تكمل السباق)، وفقدت كل نفسها، بعد أن أخذتها العزة بـ "التغول"، منذ خط الانطلاقة، فكان طبيعيا أن تشعر بعسر في التنفس و ارتفاع في النبضات، وأن تبلغ "القلوب الحناجر"، وتشخص الأبصار.

اجتماع الأغلبية، لا يعكس الانسجام التام، فقد فضح الوجوم، الذي علا  الوجوه، ذلك.

 منهم من وضع كفه على جبينه، ومنهم من اتكأ على الحائط، مرددين جميعهم "الغالب الله"، وحتى من لم ينطقها بلسانه، فقد رددها في قلبه، وهذا أضعف الإيمان.

لقد قالت الأغلبية في بلاغها أنها مستمرة في دعم المواد الأساسية، رغم أن هذا الدعم كان موجودا دائما، ولم تجود به على المغاربة، و قالت إن أسعار المنتوجات الفلاحية مستقرة، وما هي بمستقرة، فقد بلغ ثمن القمح الصلب ( 650 درهم للقنطار) والطري ( 400) والشعير (350)، وحاولت، بكل الطرق، أن تبعث في النفوس الاطمئنان، غير أن تلك الصورة لم تزد المواطن إلا ارتباكا.

طبعا، لا يمكن لأية حكومة أن تقنع المواطن بما لا يعيش فيه، ولقد قدمت هذه الأغلبية الكثير من الوعود، التي تخلت عنها في أول انعطافة، وحتى برنامج أوراش يرفض أعضاء الحكومة الإفصاح عن تفاصيله، التي تقتضيها الشفافية والصدق في التعامل مع المواطنين وحتى مع "المستفيدين".

و الأكيد أن "الظرفية الدولية والسياق العالمي"، لم يعودا كافيان لتبرير هذا الغلاء الفاحش، فمهمة الحكومات بلورة الحلول لا تبرير الواقع، وحتى عندما مثل أمام الرأي العام "قادة" الأغلبية، فإنهم لم يكنوا يتوفرون على هذه الحلول، ولم نلمس في تصريحاتهم ما يوحي بذلك، بل إن رئيس الحكومة السيد عزيز أخنوش نفسه، كان مترددا في افتتاح الندوة الصفحية...

وإذا كان رئيس الحكومة يردد " الغالب الله"، فماذا عسى المواطن المسكين أن يقول، وهذا خطأ "جسيم" في التواصل، لأن مهمة الحكومات هي منح الاطمئنان في وقت الأزمات،  لا الإيحاء بالاستسلام إليها أو تبريرها.

ولا يسعنا إلا أن نردد بدورنا "الله يحسن لعوان".

 وفي البادية يطلق لفظ "لعوان" على ريح يستعين  الفلاح بها لتنقية الحبوب من ورق الزرع اليابس و التين.

وجاء في القرآن الكريم "والْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ"، لذلك نرجو من العلي القدير أن يعصف بكل من يريد بهذا البلد سوءا.