قضايا

ما قيمة أن يشرف بنكيران على المؤتمر الجهوي للدار البيضاء إذا كانت هذه المحطة محسوما فيها مسبقا من طرف خماسي يراكم الامتيازات؟

مصطفى الفن

ينتظر أن يحل عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية،  الأحد، المقبل بالدار البيضاء للتأطير والإشراف على محطة تنظيمية أفقها هو انتخاب مسؤولي الأجهزة المحلية للحزب بأكبر جهة بالمغرب.

والحقيقة أن بنكيران لا ينبغي أن يأتي إلى الدار البيضاء من أجل التأطير والإشراف على هذه المحطة التنظيمية فحسب.

بنكيران يكاريزميته ورمزيته مطالب أيضا بأن يقوم بما هو أكبر وأنبل من هذا..

إنه مطالب بأن يدفع في اتجاه تفكيك شبه "شبكة" مكونة "تقريبا" من خمسة أشخاص هم الذين يتحكمون في كل صغيرة وكبيرة من شؤون الحزب بالجهة وبقبضة من حديد وبهذا الشعار:

"الله ينصر من أصبح"..

وفعلا فقد كان هذا "الخماسي" مدافعا شرسا عن التطبيع مع إسرائيل وعن الفرنسة وعن الكيف مع سعد العثماني ضد بنكيران..

وها هم اليوم يغيرون البندقية من الكتف إلى الكتف ليصبحوا ضد التطبيع وضد الفرنسة وضد الكيف ومع بنكيران ضد العثماني..

أكثر من هذا، فهذا الخماسي زرع أعينه وأذرعه في كل بنيات الحزب وتفرغ للسياسة لكن للعيش منها والتطاول في البنيان وفي شراء الشقق الفاخرة والفيلات الفسيحة بأموال السياسة..

أما مناضلو الحزب في هذه الجهة فقد تحولوا إلى مجرد رهائن ولا حق لهم في الترشح للمهام الانتدابية ولا للمهام الحزبية إلا إذا رضي هذا "الخماسي"..

وهذا ثابت موضوعي هنا بالدار البيضاء لأن هذا الخماسي راكم تجربة كبيرة في "الكولسة" وفي الاغتيال الرمزي للمناضلين..

وقد أذهب إلى أبعد من ذلك لأقول إن شبكة هذا "الخماسي" استطاعت أيضا أن تتحكم حتى في حركة وسكون رجل طيب وهو وقتها عمدة للدار البيضاء..

مقابل كل هذا، نجد أن عناصر هذه الشبكة يرشحون بعضهم البعض ويدافعون عن بعضهم البعض ويناصرون بعضهم البعض من أجل الجمع بين المهام الحزبية والمهام الانتدابية المدرة للامتيازات..

ويكفي أن نذكر هنا أن بعض عناصر هذا الخماسي ترشحوا في استحقاقات الثامن من شتنبر الأخير للانتخابات الجماعية وترشحوا للانتخابات الجهوية وترشحوا للانتخابات التشريعية في آن واحد..

 لكنهم يضعون الفيتو والعراقيل ضد كل صوت لا يدين بدينهم الجديد الذي يربط السياسة بمنسوب الاستفادة واحتلال الواجهة بأي ثمن..

وأنا لا أتحدث هنا من فراغ..

بل أنا مستعد أن أذكر اسم شابة أقصاها هذا "الخماسي" من الترشح للبرلمان بمبرر غريب وهو أن هذه الشابة "متحررة" في لباسها..

وقع هذا في وقت لا يجد المنسق المفترض لجهود هذه الشبكة، الذي اشترى شقة ب240 مليون سنتيم لا غير، أي حرج أخلاقي في أن تستفيد والدته من باركينغ "ريعي" من المقاطعة التي ستيرأسها فيما بعد..

وليس هذا فحسب، ذلك أن المنسق المفترض لهذه الشبكة والمشكوك في فوزه بالمقعد البرلماني فعل أيضا ما هو "أفدح" من ذلك..

فسعادته كرئيس مقاطعة، وعوض أن يقوم بتفعيل مسطرة عزل "مستشارة" قطعت صلتها بالمغرب وفضلت العيش بأمريكا فإنه ارتكب التي هي أسوأ..

لقد أصر على أن تظل هذه المستشارة "الخاصة" تتقاضى"تعويضها" الشهري من المال العام كما لو أنها مقيمة بالمغرب..

بقي فقط أن أتساءل بهذا الاستدراك: 

لكن ما جدوى هذه المحطة الانتخابية المنتظرة يوم الأحد المقبل إذا كانت نتائجها معروفة من الآن..

وفعلا فقد قيل لي إن هذا الخماسي اتفق، خلف الكواليس، على كل شيء واتفق على كل الخيارات الممكنة بما فيها خيار عبد الكريم لهويشري كاتبا جهويا للدار البيضاء والباقي تفاصيل..