صحة وعلوم

بطاريات ليثيوم أيون، قصة نجاح مغربية مستمرة

كفى بريس ( و م ع/ بقلم جلال شوهاني)

انطلاقا من اختراع أنود الجرافيت لبطاريات الليثيوم أيون، التي أحدثت ثورة في عالم الإلكترونيات، واصل العالم الكيميائي/ الفيزيائي المغربي رشيد اليزمي توسيع نطاق ابتكاراته في هذا المجال من خلال اختراع جديد قائم على أساس الذكاء الاصطناعي.

فعبقرية هذا العالم المغربي اللامع ليس لها حدود كما يتضح من اختراعه الجديد الذي يعد ثمرة عمل جاد بتعاون مع فريقه في سنغافورة حيث يقيم حاليا، مما يسمح بشحن البطارية بسرعة فائقة وتشخيص الحالات غير العادية من حيث جهد البطارية ودرجة الحرارة أثناء الشحن. ضمن هذا السياق، أكد البروفيسور اليزمي خلال منتدى رقمنة الانتقال الطاقي بالدار البيضاء، أن بطارية الليثيوم أيون ما تزال أمامها سنوات جيدة ومعطاءة، مشددا على أن هذه البطارية يجب أن تصبح أكثر ذكاء.

في هذا الصدد، أعلن أنه توصل إلى التكنولوجيا التي تجعل من الممكن التغلب على مختلف الإكراهات المرتبطة بكثافة الطاقة وكثافة الجهد والأمن والأداء وعمر البطارية، فضلا عن الجانب البيئي مع إعادة التدوير.

وبفضل هذا الاختراع سيكون الشحن فائق السرعة، مما يفتح الطريق لتحسين أداء البطاريات الكهربائية، خاصة وأن العالم كله يعتمد على استبدال السيارات الحرارية بالسيارات الكهربائية مع حلول عام 2035، قبل أن تمتد هذه التقنية إلى وسائل النقل الأخرى من قبيل الطائرات والقوارب.

وبرأي البروفيسور اليزمي، فإن مبدأ تطبيق قياس الجهد غير الخطي يعني تكييف تيار الشحن مع حالة البطارية .. وبعبارة أخرى زيادة وخفض التيار وفقا لمستوى البطارية بدلا من تطبيق قياس الفولتميتر الخطي الذي يعتمد تيارا ثابتا.

تتيح هذه التقنية، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، شحن البطاريات بسرعة كبيرة مع زيادة سعتها من 10 إلى 15 في المائة.

طموح البروفسور المغربي لم يتوقف عند هذا الحد، فهو منشغل أيضا بموضوع سلامة المستعملين، لا سيما مع انتشار حالات الحريق المسجلة على مستوى السيارات الكهربائية.

وفي هذا الباب، فإن التفكير ينصب على ماسح للبطارية Entropy، وهي تقنية تستخدم الذكاء الاصطناعي لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول الحالات غير العادية التي تسجل عند شحن البطارية، مما يسمح، بفضل هذه البيانات الضخمة، بمنع أي خطر يندر بوقوع حادث ما.

في سياق متصل قال البروفيسور اليزمي إن هناك حلما كان يراوده يصب في خانة ما هو إيكولوجي ، وذلك باستخدام الطاقة الشمسية لتشغيل قوارب الصيد في الداخلة.

ودعا الكفاءات المغربية إلى التحلي بروح المخاطرة بشكل كبير حتى يتأتى لها الشروع في مشاريعها الخاصة، مشددا على ضرورة توحيد الجهود بين كافة الاطراف المعنية إسهاما في تحقيق المزيد من التقدم والمشاريع الكبرى.