على باب الله

لقرايا بالفلوس

المصطفى كنيت

قد يكون عبد اللطيف وهبي على حق حين قال " لقرايا بالفلوس"، ما دامت " الدنيا بالمال"، كما رددت، في أغنية شهيرة لها،  مجموعة ناس الغيوان.

لكن لفلوس لا يصنعون راحة البال، و لا يجلبون السعادة، لذلك سماها المغاربة " وسخ الدنيا"، و من جعل منها كل همه لا بد أن ينال قليلا أو كثيرا من هذا الوسخ و العياذ بالله، لذلك تحولت " باه لا باس عليه" الى وبال عليه.

صحيح ان " اللسان ما فيه عظم"،  لكن، أيضا، " الفم المزموم ما تدخلو دبانة".

و لقد حلّ وهبي فمو بزاف، بدءا من " التقاشر"، التي تفوح رائحتها من مباراة الأهلية لممارسة مهنة المحاماة، و التي أصبحت فضيحة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي و القنوات العالمية، غير أنها لا ينبغي أن تنسينا ما قبلها، أي فضيحة التذاكر، التي هي موضوع تحقيق قضائي و تقصي جامعي، و انتهاء بـ " أنا تنعتدر" في واقعة تقتضي التوضيح ولا مجال فيها للاعتذار.

و حتى لو سلمنا بالمثل الشعبي: " لي خلى ليه باه شي عݣبة تيطلعها"، فإن بعض الذين تضمنت قوائم الناجحين أسماءهم، تسللوا عبر الشعاب، و وجدوا من يعفيهم عناء أن يكونوا عرضة لأي عناء، حتى لا يقفوا في وسط الطريق كحمار ذلك الشيخ، فلا هم ضمنوا الوصول سالمين و لا هم آمّنوا الرجوع غانمين، فتفتق " دهاء" الوزير على إضافة 1200 اسما، لم يمروا عبر الآلة ( التي تولت تصحيح الأوراق)، بل رقصوا على أنغام طرب الآلة ليلة إعلان النتائج.

و لكي لا نبخس المجتهدين حقهم، فمن حق الناجحين على دراعهم أن يفرحوا، لكن الذين نجحوا على الطريقة الكندية بالإضافة، فمن حق الرأي العام أن يتساءل عن معايير انتقائهم، في هذه القضية بالذات على السي الوزير أن يوضح ما جرى، ذات عشاء، على الضفة الشمالية لنهر أبي رقراق.