فن وإعلام

الرداءة عنوان الانتاجات الرمضانية على قنوات القطب العمومي

الحسن زاين

" النهار من صباحو تيبان"، و منذ الحلقات الاولى، في اليوم الاول من رمضان ظهر أن الإنتاجات الرمضانية التي تبث على قنوات القطب العمومي ( إتم / دوزيم)  لم ترق الى مستوى انتظارات الجمهور، بل هي تكرار لمهازل كل سنة، رغم ما سبقها من حملات إشهار، لإسكات الأصوات عن النقد.

و الحمد الله ان مديرية التواصل لا تستطيع كتم صرخات نشطاء  مواقع التواصل الاجتماعي، الذين رفعوا دعوات لمقاطعة هذا الانتاج الرمضاني الهزيل، الذي يعجز عن سرقة ضحكات المشاهدين، رغم الملايير التي تصرف على هذه الرداءة. 

الدعوة إلى المقاطعة تأتي احتجاجا على ما يتضمنه هذا الطبق البائت من البرامج من  "تفاهة تستغبي المواطنين" و ما تفوح منه من روائح قلة الحياء و الذوق.

 و أجمع النشطاء والمهتمون بالشأن الفني والثقافي على ضرورة توقف منتجي البرامج التلفزية عن معاملة المغاربة باستهزاء، مشددين على أن المواطنين يملكون الحق في مشاهدة أعمال جيدة باعتبارهم دافعي الضرائب يصرف جزء منها على هذا الانتاج.

وفي هذا الصدد، هاجم الممثل المغربي محمد الشوبي صناع برنامج الكاميرا الخفية “مشيتي فيها”، الذي يبث، يوميا، على القناة الثانية، تزامنا مع وقت الإفطار، متهما منتجي البرنامج بـ"التمثيل".

وقال الشوبي في تدوينة نشرها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”،: “ماذا لو استبدلت القناة الثانية تفاهة مشيتي فيها المفبركة التي لم تعد تنطلي على أحد بالفوازير وتمنحها لنفس المنتج المدلل..”، قبل أن يختم بالقول: “لقد سئمنا من هذه التفاهة”.

وفي تدوينة مشابهة، شدد الصحافي حفيظ بنكميل، على أن "ما يعرض من سلسلات رمضانية وكاميرات التبرهيش مهزلة عظمى خصوصا من تقدم من طرف أشباه فنانين..طنز على الشعب في عز الغلاء".

وعاد بنكميل بتدوينة ثانية يرد فيها على المدافعين على هذه البرامج، ليؤكد أنه لا يتابع البرامج الرمضانية، قائلا: " شي اشخاص ملي كنتكلمو على تفاهة ولا حموضية ولا تخربيق سلسلات وأعمال رمضان تيجاوبونا بحال شي صحابنا فنانين  ...اوا قفل التلفزيون ومتفرجش وهني راسك …".

وتابع: "اسيدي شكونقالكبليكنتفرجاصلافالتلفزيون المغربي فرمضان ولا من غير رمضان  .."، مستطردا: " ولكن ماشي معناه نسكتو ...متنساش هذ الحموضة بشحال طالعة وكتقام راه بالملايير والتلفزيون راه ديال الشعب اذن خاص هذ الشعب يفهم بلي من حقوا كيف كيتكلم على غلاء الاسعار والبصلة و......خاصوا يتكلم على المحتوى ومايقدم له بتلفزيون مغربي يؤدي ضرائب عنه.."، قبل أن يختم بـ: "فهمتي أعمي ولا عزيز عليك #إناعكسنا ..تتفلسف وتعلق بلاما تفهم المضمون ..".

وفي تعليقات متفرقة، عاينتها "كف بريس" بمجموعة من التدوينات عبر مغاربة مواقع التواصل الاجتماعي عن سخطهم واستيائهم من تكرار المهازل في كل سنة، إذ كتب أحدهم: "وككل سنة تستمر الرداءة والمهزلة في جل الإنتاجات المغربية للأسف، لو أعادو لنا الأرشيف لكان خيرا لهم".

وعلق اخر بالقول: نفس الوجوه المقزدرة ونفس الحركات ديال التحنقيز وتعواج الفم.ونفس المواضيع الباهتة. وطبعا نفس التعويضات المالية تذهب سدى . المتهم الرئيسي هو وزارة الثقافة والتواصل".

وارتباطا بما يعيشه المغاربة من أزمة غلاء أنهكت قدرتهم الشرائية وأفرغت جيوبهم، علق أحد الفيسبوكيين بالقول: "  فاقد الشيء لا يعطيه، لو كان كاتب السيناريو يعتني بالحوار الذي يود أن يقدمه للجمهور، يعيش ويحس المشاكل اليومية للمواطن والحالة الدقيقة التي يمر منها العام بأسره، الصراعات التي خلفها الجفاف من جهة، والحروب التي أنجبت أزمة عالمية خانقة، ناهيك عما خلفته كورونا من تضييق نفسي ومادي على حياة المواطن، لكانت كتابته مختلفة وشيقة، تتخللها الإثارة و التشويق، أما البرامج الحالية، "حشومة تفرج فيها مع العائلة".

وختم الفيسبوكي ذاته بالقول: "السخافة والبلادة، رغم أننا لسنا مختصين في هذا المجال، هذا هو رأيي كمتفرج على التلفاز".