على باب الله

المواطن أحمد جواد و الوزير بنسعيد

المصطفى كنيت

لو كانت هذه الحكومة تدعم فعلا، الفنان المسرحي،  أحمد جواد لما أقدم على صب مادة مشتعلة على جسمه، و أضرم النار، في مشهد مأساوي، و لا ما خاض إضرابا أمام مقر الوزارة، من دون أن تلتفت  لاحتجاجاته، و لما أصدرت بلاغا وصفته فيه ب " مواطن"، و كأنه بلا اسم، و تبرأت فيه من أية مسؤولية، و قدمته للرأي العام كأنه مجرد " مبتز".

الوزير المهدي  بنسعيد قال، خلال استضافته بمؤسسة الفقيه التطواني، مساء الاثنين، إن هذه أول حكومة تدعمه، و العهدة على الراوي،  من دون أن يعرض علينا أوجه هذا الدعم، الذي يقود مواطنا إلى محاولة الانتحار، و قال أيضا إن الوزارة واكبته منذ سنتين، علما انه كان إنسانا سويا، لا يحتاج إلى مواكبة نفسية، و لا إلى ترويض طبي، بل إلى ما يسدد به واجبات الكراء، في نهاية كل شهر، بعد أن ظل  مول الدار يهدده بالإفراغ.

و الواقع أن هذه الحكومة التي تعجز عن دعم القدرة الشرائية للمواطنين، الى درجة أن :" الموس وصل العظم"، كما قال النعم ميارة، وهو قيادي في حزب هو احد أركان الأغلبية، و رئيس مؤسسة هي إحدى أركان الدولة، هي التي دفعت المواطن جواد، إلى ما  أقدم عليه بالتجاهل و النكران و اللامبالاة.

لذلك على الوزارة أن تعفي نفسها من متابعة وضع أحمد جواد الصحي، لأن " لي عطا الله اعطاه"، و لأن قطاع الصحة ليس من اختصاصاتها، و سيجد في المستشفى من يواكب حالته، بغض النظر عن مهنته سواء أكان مواطنا أم فنانا.