قضايا

الكبش والماء والغلاء..!

عبد اللطيف مجدوب

  الكبش والماء والغلاء أمامكم.. فأين المفر ؟!

تتزامن شعيرة عيد الأضحى هذه السنة بالمغرب مع ظروف اقتصادية ومناخية دقيقة ؛ اتسمت بانحسار التساقطات المطرية وتفاقم أسعار الأغذية والأعلاف وتهالك أو بالأحرى انهيار القوى الشرائية لشرائح واسعة من المواطنين ، فترة عصيبة ؛ بالمعنى الاقتصادي والاجتماعي ؛ حتى باتت محل تناسل أسئلة عميقة تقض مضاجع الكثيرين ، من قبيل "هل من سبيل إلى إلغاء "ذبيحة العيد ؟" ؛ "ما هي ضمانة الأبناك للاقتراض وتغطية مصاريف العيد ، وأعباء التعليم الخصوصي ؟" ؛ وفي آن ظهرت إلى العلن ؛ وفي ركاب الحاجة والعوز ؛ تساؤلات جديدة: " هل يقبل الجيران بالمساهمة  في اقتناء (عجْلة العيد ؟) ؛ (.. لماذا لا يلتئم شمل الأسرة تحت شعار: ادفع مقابل الدخان والكباب.. ؟!).. الخ من الأسئلة التي تحصر مفهوم "إحياء السّنة " في بذل النفيس مقابل الشواء والتلوث وهدر المياه والتباهي.. !

  كلفة "العيد" البيئية

إذا كانت الذبيحة الواحدة تكلف بالتقريب 30 لترا مكعبا من المياه ، بين عمليات الذبح والتنظيف والتجفيف ، فإن مقدار صرف المياه في هذا اليوم ؛ وبعموم التراب الوطني ؛ يمكن أن يتجاوز 13 مليون لتر مكعب ، في زمن أضحى فيه الجفاف يهدد الأمن الغذائي ويدفع بالسلطات الحكومية إلى البحث عن وسائل بديلة لتغطية هذا النقص ، إما باللجوء إلى تحلية مياه البحر أو سن إجراءات صارمة لاستهلاكه، ولو برفع تسعيرة المياه العمومية والمعدنية ، هذا فضلاً عن ظاهرة التلوث الناجمة عن مظاهر العيد، بخنق قنوات صرف المياه العادمة ، أو بتحويل الأزقة والطرقات إلى مطارح للنفايات والمشاوي.. هذا عدى عادة الطرْق التي يلجأ إليها أكثرية المغاربة خلال عملية "تفصيل وتقطيع" لحم الذبيحة.

  جدير بالإشارة إلى الروائح النتنة والكريهة التي تنبعث عادة من قنوات صرف المياه ، كنتيجة حتمية لتعطل مصالح النظافة العمومية والجوفية منها خاصة ، في أعقاب مراسيم نحر الأضاحي ؛ تمتد ليومين أو أكثر تبعا لحرارة الطقس .

 من شب على شيء شاب عليه

بالرغم من لقطات التوعية التي تبثها السلطات الصحية ؛ على قلتها ؛ بترشيد استهلاك المياه والمحافظة على "نظافة البيئة" ، ورغم حملة توزيع أكياس القمامة بالأحياء ، تأبى شريحة بشرية واسعة النطاق إلا أن تعمد إلى تلويث الأجواء وتأثيث الأزقة بالفضلات والنفايات، وفي اعتقادها الراسخ أنها أجواء العيد التي لا يتأتى الاستمتاع بها دون حضورها!، ومنهم من يتجاهل عنوة استعمال الأكياس وتحاشي القذف بالفضلات الصلبة إلى مسارب الصرف الصحي ، وقد يعزف بعضهم عن اللجوء إلى المسالخ العمومية ، حتى إذا وجدت ، ويعتبرون ذلك مسا "بسنة العيد" !