فن وإعلام

جناح إفريقيا بالمعرض الدولي للنشر والكتاب.. بوتقة ثقافية تغري الزائرين

كفى بريس (و م ع)

في جناح يعرض لأعمال أدبية من الكلاسيكيات، وأبحاث تاريخية وسوسيولوجية وموسوعات وكتب في أدب الناشئة والشباب، تحضر القارة الإفريقية بالمعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته ال28 المقامة حاليا بالرباط بكامل خبرتها ومعرفتها، مكرسة تموقعها باعتبارها مهدا للحضارات وبوتقة للتلاقح الثقافي بامتياز.

ويعتبر هذا الجناح الذي يوجد في قلب فضاء المعرض، أحد أكثر الأجنحة التي تحظى بإقبال الزوار. تكاد تكون أروقة الدول الإفريقية الحاضرة بالمعرض ممتلئة دائما، صباحا ومساء، فبفضل عرض وثائقي يغطي مختلف مجالات المعرفة، يمكن للزوار القيام بجولة للاطلاع على تاريخ وثقافة كل بلد على حدة.

في رواق السنغال بالمعرض، يقف بابا سامبا بادجي، مدير دار النشر “Maîtres du jeu”، ومواطنه الكاتب والناشر، إدريسا سو غوركوديو، مبديا ترحيبا بأسئلة مع الجمهور الراغب في معرفة المزيد عنها هذا البلد صديق.

يقول سامبا بادجي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه فخور بتمثيل السنغال، ولا سيما وزارة الثقافة، في هذا الحدث الثقافي الكبير في المغرب وإفريقيا والذي ينظم في الرباط للسنة الثانية على التوالي.

ويضيف الناشر السنغالي أنه “بمجرد أن وصلنا هنا، أدركنا أن الرباط هي بالفعل مدينة أنوار وتستحق حقا لقبها كعاصمة الثقافة الأفريقية”.

وفي معرض حديثه عن الثقافتين المغربية والسنغالية، قال الناشر إنهما “تشتركان في العديد من السمات” ، منوها بإقبال الجمهور على رواق بلاده الذي يستقبل “ما لا يقل عن ثلاثين شخصا كل يوم”، مشددا على أن “البعض يقتني بعض الكتب بينما يطرح آخرون أسئلة حول البلد وجغرافيتها وثقافتها وغيرها، وهي أسئلة نجيب عليها بكل فرح”.

من جهتها، تقول ياسمين إيزاكا كوباجيات، مديرة دار النشر “Graines de Pensée” ومقرها في لومي بالطوغو، فإن المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط هو “الجسر المثالي بين شمال إفريقيا وجنوبها” بالنظر إلى أنه يمنح المغاربة والمغاربيين نافذة على إبداعات المؤلفين امن جنوب القارة وشرقها العكس صحيح”.

وأكدت الناشرة أن المعرض الدولي للنشر والكتاب، باعتباره ملتقى للفاعلين في مجال صناعة الكتب من جميع أنحاء العالم، يوفر العديد من الفرص للاجتماعات والتواصل ويفتح آفاقا واسعة للتعاون والشراكة بين المؤلفين والناشرين المشاركين، مبرزة أنها تود بالخصوص الاطلاع على التجربة المغربية “المتطورة جدا” في مجال النشر الرقمي.

غير بعيد، ينهمك الكاتب النيجري بوبي هاما، مدير دار النشر “Editions du Sahel” مرتديا لباسا تقليديا واسعا أبيض اللون وغطاء رأس (كوفية) مشهور بغرب إفريقيافي توقيع إهداء على أحد كتبه لواحدة من القراء.

في تصريحه للوكالة، يقول المؤلف الشاب إنه “تشرف” بزيارة الرباط لأول مرة لتمثيل بلاده في هذا الحدث الثقافي الكبير الذي “ليس لا يختلف في شيء عن أكبر معارض الكتاب الدولية”.

وقال الكاتب والناشر النيجري إن الأيام الثلاثة الأولى من المعرض كانت غنية باللقاءات والتبادلات المثمرة مع مهنيي الكتب من المغرب وإفريقيا وأماكن أخرى، معربا عن رغبته في أن يكون لإفريقيا، في الدورات المقبلة، مساحة عرض أكبر من أجل السماح بمشاركة عدد أكبر من العارضين والقدرة على عكس كل تنوع وديناميكيات العرض الثقافي الأفريقي.

وكان وزير الشباب والثقافة والتواصل أكد في ندوة صحفية خصصت لتقديم هذه الدورة من المعرض الدولي للنشر والكتاب أن الآداب الإفريقية ستكون حاضرة في دورة هذه السنة برواق كبير وبحضور ضيف خاص هو الأديب النيجيري المرموق وول سوينكا الذي يعد أول إفريقي يفوز بجائزة نوبل للآداب (1986).

واعتبر الوزير أن حضور شخصية ثقافية وأدبية من هذا العيار إلى المعرض الدولي للنشر والكتاب، إضافة إلى الشخصيات الإفريقية المرموقة التي تتوافد على التظاهرات الدولية التي تنظم بالمملكة، يمثل تكريسا للحضور القوي للمغرب داخل القارة الإفريقية بقيادة الملك محمد السادس.

وكانت الآداب الإفريقية حلت السنة الماضية ضيف شرف على المعرض الدولي للنشر والكتاب في إطار فعاليات “الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية”.