قال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (الاتحاد الدولي) واللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) ومنظمة الصحة العالمية إن جثث قتلى الكوارث الطبيعية والنزاعات لا تشكل مخاطر صحية.
وقالت المنظمات في بيان لها إن الخوف من هذه الجثت لا يستند إلى أسس سليمة. ومن المهم بالتالي أن تكون المجتمعات المحلية مزودة بالأدوات والمعلومات التي تحتاجها لإدارة الجثث بشكل آمن وكريم.
وحين يلقى الكثير من الناس مصرعهم بفعل الكوارث الطبيعية أو النزاعات المسلحة، يولّد وجود هذه الجثث قلقاً لدى المجتمعات المحلية المتضررة. وقد تعمد بعض هذه المجتمعات إلى دفن الجثث بسرعة، كدفنها في مقابر جماعية مثلاً، ساعية إلى التعامل وإن جزئياً مع هذا القلق، أو لأنها تخشى أحياناً من أن تشكل هذه الجثث تهديداً للصحة. وقالت المنظمات الثلاث إن هذا النهج قد يلحق الضرر بالسكان.
وعلى الرغم من أن السلطات والمجتمعات المحلية قد تتعرض لضغوط هائلة من أجل الإسراع في دفن الجثث، فإن سوء إدارة هذه الجثث يسبب اضطرابات نفسية طويلة الأمد لأفراد العائلات، ومشاكل اجتماعية وقانونية. أما الإدارة السليمة لعمليات الدفن فتشمل استخدام مقابر فردية موثقة بشكل جيد ويسهل تعقب مكان وجودها، وتكون في مواقع دفن مُحدّدة بعلامات واضحة، وفق ما جاء في البيان.
ولا تشكل جثث الأشخاص الذين توفوا بعد إصابتهم بجروح في كارثة طبيعية أو نزاع مسلح، إلا في ما ندر، أي خطر صحي على المجتمعات المحلية. وهذا لأن جثث الضحايا الذين قضوا بسبب التعرض لرضح أو الغرق أو الحريق لا تأوي عادة كائنات تسبب أمراضاً، إذا اتخذت الاحتياطات اللازمة. ويستثنى من ذلك الوفيات الناجمة عن الأمراض المعدية مثل إيبولا وماربورغ أو الكوليرا، أو حين تحدث الكارثة في منطقة تتوطن فيها مثل هذه الأمراض المعدية.
وفي المقابل، يضيف البيان، فإن وجود الجثث قرب مرافق إمدادات المياه أو داخلها قد يسبب مشاكل صحية، لأن الجثث قد تُخرج برازاً وتلوث مصادر المياه، وهو ما يؤدي إلى خطر الإسهال أو غيره من الأمراض. ويجب عدم ترك الجثث على احتكاك بمصادر مياه الشرب
وقال رئيس وحدة العلوم الطبية والتقنية الشرعية في اللجنة الدولية “بيار غويومارك”: لا توجد أدلة تؤكد الاعتقاد السائد بأن الجثث ستسبب الأوبئة. ونحن نرى حالات عديدة تتناول فيها تقارير إعلامية وحتى بعض المتخصصين في مجال الصحة هذه المسألة بشكل خاطئ. واحتمال أن يسبب الناجون من حادثة مثل كارثة طبيعية انتشار الأمراض أكثر من احتمال تسبب جثث الموتى بانتشار الأمراض”.
وقال المسؤول الطبي للسلامة البيولوجية والأمن البيولوجي في برنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور كازونوبو كوجيما:” إننا نحث السلطات في المجتمعات المحلية التي ضربتها المأساة على عدم الإسراع في عمليات الدفن الجماعي أو الحرق الجماعي للجثث. وتكتسي الإدارة الكريمة للجثث أهمية كبيرة بالنسبة للعائلات والمجتمعات المحلية، وهي غالباً ما تكون عاملاً مهماً، في حالات النزاع، في وضع حدّ سريع للقتال”.
وصرّحت السيدة غوين أيمير، كبيرة موظفي الصحة العامة في حالات الطوارئ لدى الاتحاد الدولي ورئيسة عمليات الطوارئ، الاستجابة لزلزال المغرب:” إن الإسراع في التصرف بجثث من قضوا في الكوارث أو النزاعات ليس ضرورياً، وهو يحرم العائلات من فرصة التعرف على أحبائها والحداد عليهم، دون أن يعود بأي فائدة على الصحة العامة. وتتطلب المعاملة الكريمة للموتى ترك الوقت الكافي للأهالي للتعرف على أفرادها المتوفين والحداد عليهم وأداء شعائر الجنازة وفق المعايير الثقافية والاجتماعية المحلية.