الإنجازات والنجاحات التي حققتها المخرجة أسماء المدير، الى حد الآن، هي مؤامرة خبيثة ضد بعض الفشلة من المخرجين.
لقد كان على أسماء ألا تتواطأ مع النجاح وتتآمر معه لتعرية سوءة البعض الذي أدمن الفشل تحت مبررات عدة واهية، كنا نبلعها بصعوبة لأننا نفتقد الى نموذج عملي ناجح نشهره في وجوههم، وهاهو النموذج قد ظهر، نموذج منا وعلينا، ينتمي الى مجتمعنا المغربي البسيط الذي ينتمي إليه أغلبنا، نموذج يشبهنا، لا ملعقة ذهبية ولد بها، ولا لوبيات لديه تحمي ظهره، ولا جدة لديه في العرس، فكلنا بل العالم كله شاهد جدّته التي تشبه جداتنا وأمهاتنا، نموذج عانى، وقاسى، وتألم، واكتأب، وحلم، وطمح، واجتهد ثم نجح. وهذا هو المسار الطبيعي الذي يجب أن يمر منه كل ناجح سويّ لم تخلقه الصدفة، ولا العلاقات، ولا اللوبيات، ولا الفساد، لتجده فيه الأخير يجول ويصول في البرامج الصفراء وشبه ''الماستر كلاسات'' ليتقيأ علينا شعاراته الواهية، ويستعرض جوائزه التافهة ومعها رحلته الى الفشل، وتاريخه الفني المشرق في استنزاف أموال الدعم، هناك فرق بين من اجتهد وأخفق، وهذا نقدره، وبين فاشل تفتح له خزائن الدعم فقط لأن جدته في العرس، أو خليعه في السطل، أو اسمه محتضنا من طرف كواسر الريع... المئات من الأفلام أنتجت بأموال الشعب ولم تحقق أية إضافة تذكر في سينمانا الوطنية، دخلت الأموال الجيوب الضيقة ولم تخرج، وأعدمت الأفلام التي أنتجت بها وكأنها لم تكن أبدا، فلم يستفد الشعب لا من الأموال ولا من الأفلام، فيلم ''كذب أبيض'' سيبقى -كما بقيت أفلام قبله على قلتها- لأنه حقق الكثير إبداعيا وفنيا ومعنويا... رغم أنه لم يحصل على أموال الشعب، لكنه أسعدهم فحملوه على الأعناق، لهذا على المنظومة السينمائية في بلادنا أن تعيد النظر في نظام الدعم، وألا يحصل عليه إلا من يستحقه من المواهب والمبدعين، أما الفشلة فليذهبوا الى الجحيم، وليستخدموا ما جنوه في السابق من أموال في انتاجاتهم القادمة، أو ليبحثوا لهم عن مصادر أخرى خاصة لإنتاج مشاريعهم الفاشلة لكن بعيدا عن أموال دافعي الضرائب.