على باب الله

زاوكنا في حماك

المصطفى كنيت

نريد أن نسمع صوت رئيس الحكومة، بلسانه الذي يغيٌر مخارج الحروف باللغة العربية، و الدارجة المغربية، و اللهجة الأمازيغية، و يُخرّج فينا عينيه، بكل اللغات و الأحاسيس و الانغعالات، دفاعا عن تربيتنا، و عن ارتفاع أسعار المحروقات، و رفع الدعم عن غاز البوطان، و عن زراعة الطماطم و الأفوكا، و دعم بذور البطاطيس لتملأ أكلتها موائدنا، و نتفنن في طبخها سلقا و قليا و طحنا Puré de pomme de terre أيضا، فهي تخرج من تراب، و نحن سنعود إليه... 

نريد ان نسمع صوت عزيز أخنوش، فلم تعد تبرّد عطشنا البلاغات، التي تصدر عقب كل اجتماع مجلس حكومي، و التي أصبح يتلوها الناطق الرسمي باسمها بكل فتور، بعد أن خبا الحماس فيه، و أصابه التعب، من الدفاع عن ارتفاع سعر المحروقات، و تبرير استيراد الغاز الروسي، و الافتخار بدعم النقل العمومي، و تعويم ملف الأساتذة المتعاقدين، و التطفل على موضوع التعديل الحكومي، و هكذا دواليك... 

نريد أن نسمع صوت عبد اللطيف وهبي، الذي ترجّل من كرسي الأمانة العامة لحزب الأصالة و المعاصرة، على سنة الله و رسوله (ص)، كما قال أحد الثلاثة، الذين يشدون مقود القيادة، حتى لا يسقط، و يخرج من هذه المتاهة التي أدخله فيها بعض قيادييه ( لا سامحهم الله)، أما القانون فيأخذ مجراه.

 فلا شك أن الساحة السياسية تحتاج إلى صراخ وهبي، بعد تقرير المجلس الأعلى للحسابات في شقه المتعلق بصرف شطر الدعم العمومي للأحزاب المخصص للدراسات، و الذي صرفه البعض لا في تدريس أبنائه في كندا بل لنفخ ارصدتهم في الابناك.

نريد أن نسمع صوت نزار بركة، بعد ارتجاجة التصرفيقة، التي تسببت في عجز لأكثر من 21 يوما، أمْ أنّ السيد الأمين العام لحزب الاستقلال ينتظر حتى يستعيد النائب المحترم سمعه...

نريد أن ننتهي من سماع الآهات والقبلات الحارة، التي تُطبخ على نار المصالح السياسية، أم أن السيد نزار ينتظر أن تجد تلك التسريبات طريقها إلى الحل...

نريد أن نسمع صوت إدريس لشكر يقدم تبريرا لتحويل كل تلك المبالغ لرصيد ابنه، و من معه بمكتب دراسات، في مدينة تتوسع بإعادة إيواء سكان دور الصفيح و البيوت الآيلة للسقوط ( كما الأحزاب اليوم)، لا الهروب إلى الأمام و مهاجمة مؤسسة دستورية، تماما، كما فعل صديقه، عزيز أخنوش من قبل، حين هاجم حزبه تقرير المجلس حول مخطط المغرب الأخضر...

 لكن ليس في السياسة صداقة دائمة، فقد تخلى أخنوش عن حليف، حين كان أمل الاتحاد الاشتراكي الدخول للحكومة، و تنكر لكل الجميل الذي أسداه له لإبعاد بنكيران، قبل أن يعود إلى الواجهة بتقاعد مريح، و يستعيد مفاتيح الأمانة العامة، و يمارس وقاحته بمنطق المثل الشعبي:" ضحك و اطرارة".

اه، ليس في السياسة عداوة دائمة، فقد مد أخنوش يده لوهبي صديق بنكيران، الذي ندم على إدخاله بيته، فأدخله إلى الحكومة، رغم أنه قبيل الانتخابات كان يطالبه بإرجاع 17 مليار درهم للخزينة، استفادت منها شركات المحروقات، في إطار التواطؤ لإبقاء أسعار البنزين والغازوال مرتفعة، ويتهمه بتوزيع القفف الرمضانية بواسطة مؤسسة "جود" لاستمالة أصوات الناخبين.

و أمام كل هذا، لا يسعنا في هذا الشهر الكريم إلا أن نبتهل مع المبتهلين و ننشد مع المنشدين: 

 زاوكنا فحماك*جود يا محمد يا طه

يا بحر التعظيم*والفضل يا رسول الله.