قضايا

مظاهر التدين المخالفة لما جرى عليه العمل في المغرب

محمد كوحيلة (أكاديمي)
ما هي مظاهر التعبد المخالفة للمذهب المالكي في بعض المساجد بالمغرب ؟

-لا زال هناك من يعتبر أن حلق اللحية حرام في حين أن المسألة فيها الكراهة عند المالكية.

- الإتيان بتحية المسجد والإمام يخطب يوم الجمعة. المالكية لا يعملون بالحديث الصحيح لجابر ويقولون بعمل أهل المدينة وهو خبر متواتر روته الأمة في حين أن الحديث خبر آحاد.

- الإتيان بتحية المسجد قبل آذان المغرب وبين الآذان والإقامة.

- الإتيان بجلسة الاستراحة بين الركعتين مع العلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأت بها إلا لما بدُن، فأصبح أغلب المصلين يقلدون تقليدا أعمى ويجلسون بشكل مطول بين الركعتين ومنهم من يعتقد أن هذه هي الكيفية السنية الصحيحة في الصلاة.

- عدم قراءة دعاء القنوت في صلاة الصبح.

- الجهر بقول آمين بشكل فج وبصوت مرتفع مكروه في المذهب المالكي، فالمستحب قول المأموم سرا (آمين) إثر ختم فاتحة إمامه.

- يكره الدعاء والتعوذ والبسملة والدعاء قبل الفاتحة عند السادة المالكية. قال ابن عاشر : "وكرهوا بسملة تعوذا"

- دعاء الاستفتاح قبل قراءة الفاتحة أصبح منتشرا.

- الإعراض عن الدعاء والصلاة على النبي بعد انتهاء الصلوات في المسجد بحجة البدعية.

- بعض المساجد توقفت عن قراءة الحزب الراتب خصوصا بعد صلاة الصبح.

- تطاول العامة على تأويل النصوص والانفراد بها والإفتاء على هواهم ناسين أن الإفتاء له ضوابط و قواعد وشروط. ولا يمكن لكل من هب ودب وحفظ حديثا أن يفتي في الدين ويستنبط الأحكام ليفتري على شرع الله. والكل يعرف القاعدة المعروفة: "الحديث مضلة إلا لفقيه ومن قلد عالما لقي الله سالما" بمعنى أن الفقيه العالم المجتهد والملم بأصول الفقه وعلوم اللغة العربية وأسباب النزول والورع الشديد هو الوحيد دون غيره الذي له الكفاءة العلمية في استخراج الأحكام من النصوص وغيره يجب أن يقلد فقط ويتبع.

- الإعراض عن قراءة الحزب الراتب جماعة حيث أصبح من باب المستحيلات أن ترى ملتحيا يقرأ الحزب الراتب مع الجماعة لأن هذا العمل يعتبرونه بدعة، فيهجرون المصاحف في الرفوف ويقرِؤون من الهاتف برواية حفص في الغالب.

- تثنية "قد قامت الصلاة" في الإقامة.

- التسليم جهرا بشكل فج عند الدخول للمسجد والناس يصلون جماعة مما يشوش على المصلين ويفتنهم ويخل بالخشوع وقد يؤدي بالبعض إلى التسليم قبل الإمام خصوصا في التشهد الأخير.

- عدم التسميع في حالة غياب المؤذن الراتب.

- في تكبيرة الإحرام، الأغلبية يرفعون أيديهم حذو أذنيهم ويقبضون للتو دون إنزال اليدين إلى الأسفل.

- غياب السبحة في المساجد حتى اعتبر شاذا من يُخرج سبحته ليذكر بها مع العلم أنه في القديم كنا نجد سُبحا كثيرة معلقة قرب المحراب واليوم اختفت تماما السبح من مساجدنا.

- قراءة القرءان برواية ورش عن طريق الأصبهاني من طرف بعض أئمة الشباب بالمساجد نظرا لقلة المدود فيها في حين دأب المغاربة على القراءة بطريق الأزرق براوية ورش منذ غابر العصور وورش سيد المدود والقراءة به فيه فائدة صحية ولغوية فالمغاربة خصوصا العنصر الأمازيغي لا يحققون الهمزة ولغة التسهيل (لغة قبيلة هذيل) أكثر فصاحة من لغة التحقيق (لغة قريش).

- التشديد في القبض في الصلاة وهناك من يعتبر أن السادل لا صلاة له.

- تفريق القدمين بشكل فج في الصلاة ومحاولة إلصاق القدم مع القدم وهذا مشوش ومخل بالخشوع وفيه تكلف وتشدد لا أصل له في الشرع.

- كثرة رفع الأيدي في الصلاة (عند الركوع، عند الرفع من الركوع، بعد القيام للإتيان بالركعة الثالثة...) بل هناك من العوام من يرفع يده كيف ما اتفق مقلدا غيره دون علم.

- خروج الإمام من الصلاة بأكثر من تسليمة واحدة مع العلم أنه "من فقه الإمام تعجيل السلام وتعجيل الإحرام". وهذا الفعل قد يتسبب في تسليم البعض قبل تسليمة الإمام التسليمة الثانية مما يسبب في بطلان الصلاة.

- في بعض الأحيان، نرى تعدد الجماعة والصلاة جماعة بعد صلاة الإمام الراتب وهذا فيه طعن في الإمام ويؤدي إلى الفرقة بين المسلمون وتعدد الجماعة مكروه في المذهب المالكي.

- عدم المصافحة بين المصلين بعد انتهاء الصلاة لأنه يعتبرون ذلك بدعة وينسون أن الصلاة معراج روحي يومي والناس دأبوا على المصافحة بعد التحلل من الصلاة وكأنهم يهنئون أنفسهم على الرجوع من ذلك العروج الروحي فيا ليتهم يدركون هذا المعنى الدقيق. واليوم بعد وباء كورونا الكل يتحرج من المصافحة خوفا من انتقال المرض، فتلاشت المحبة بين المصلين، حتى أصبحت الصلاة عادة وطقوسا يومية وهياكل أفرغت من مضمونها الروحي.

-هناك من يحرم قراءة القرءان على أموات المسلمين ولو الفاتحة مع أنه لم يرد في الشريعة تحريمه. قال تعالى : "وافعلوا الخير" وقال النبيّ صلعم: " واقرأوا على موتاكم يس" رواه ابن حبان وصححه اجماع أهل الحق على جوازه ونفعه. قال الشافعي : " لو قرءوا عند قبره شيئًا من القرءان لكان حسنًا ولو قرءوا القرءان كله لكان أحسن " نقله النووي في رياض الصالحين.