لا بد لنا، أولا، أن نتفق على أن نبيل عيوش مخرج ذكي، ومتمكن، ومحترف، ومن أهم المخرجين لدينا في المغرب، وليس أهمهم.
لا يشتغل اعتباطا بل بخطط واستراتيجية مدروسة تجعل من أي فيلم جديد له حدثا فنيا قابلا للنقاش والجدل.
شخصيا لا أعتبر نبيل عيوش فردا بل مؤسسة قائمة بذاتها تجعل من الفيلم مشروعا استثماريا أكثر منه مشروعا إبداعيا، وليس بالضرورة أن يكون هذا الاستثمار ماديا، لهذا توفر لأعماله كل الإمكانات والعلاقات واللوبيات... حتى تنجح كاستثمار خاص برجل أعمال له نفوذه أكثر منه مبدع، "رجل أعمال" عينه على الخارج أكثر من الداخل، "رجل أعمال" يشتغل من أجل التصدير، "رجل أعمال" يعرف كيف يقتنص الفرص، وكيف يستثمر مشاركاته في مهرجانات غربية، مشاركات مخيبة للآمال في أغلبها، لكن سليل عيوش يتقن التلاعب بها ويضفي عليها نكهة التميز، إعلاميا على الأقل، لم أشاهد فيلمه الجديد "الجميع يحب تودا" وحتما سيكون فيلما سينمائيا محترفا ومتكاملا تقنيا كحال باقي أفلامه، لكن، وبعيدا عن تقييم إبداع نبيل عيوش وسينماه هل من العدل والإنصاف تربعه على ترشيحات المغرب لجائزة الأوسكار؟ هل هو الوحيد في المغرب الذي يتكلم سينما؟
فلم أفهم الى حد الآن سبب الاختيار الدائم لأفلام نبيل عيوش لتمثيل المغرب، حتى أصبحت عادة وعرفا مع أن هناك أفلام أفضل من أفلامه وتتحقق فيها المعايير المعتمدة من طرف الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم السينما.
كلما أنتج نبيل عيوش فيلما اختير لتمثيل المغرب في جائزة الأوسكار دون فسح المجال بكل عدل وروح تنافسية لباقي الأفلام، بل حتى بعد زواجه أضيفت أفلام زوجته أيضا الى القائمة وأصبحت تُعامل بنفس معاملة أفلام زوجها. فإذا كان نبيل عيوش هو المخرج العبقري الوحيد في المغرب، فلنقصي كل المخرجين الآخرين ونتركه وحيدا يصول ويجول ويمثلنا سينمائيا داخليا وخارجيا، على الأقل سنوفر بذلك ملايين الدراهم.
لنعد قليلا الى الخلف ونجرد أفلام عيوش المختارة حيث نجد أول أفلامه مكتوب قد اختير سنة 1998 لتمثيل المغرب في جوائز الأوسكار، ثم علي زاوا سنة 2000، وبعدهما يا خيل الله سنة 2013، وغزية سنة 2017، ليتبعه سنة 2019 آدم كأول فيلم لزوجته، ثم مجددا فيلم نبيل عيوش ''علي صوتك'' سنة 2022، لتعود زوجته السنة الماضية 2023 بفيلمها ''أزرق القفطان''، وكالعادة اختير مجددا هذه السنة فيلمه الجديد "الجميع يحب تودا" لتمثيل المغرب في أوسكار 2025، إذاً مجموع أفلام نبيل عيوش وزوجته التي رشحت للأوسكار وصل الى ثمانية بين سنة 1997 و2025، وهذا العدد لم يصل اليه أي مخرج مغربي ولن يصل إليه حتى لو تزوج أربع مخرجات، وهذا ما يجعلنا نطرح أسئلة كثيرة حول سبب هذا التفضيل؟ أم لأنه ولد وفي فمه ملعقة ذهب؟
ملاحظة: لا أتكلم عن ترشيح فيلمه الجديد "الجميع يحب تودا" فقط، فربما يكون الأفضل، مادمنا لم نشاهده ومعه باقي الأفلام المنافسة له، بل أتكلم عن كل تجاربنا معه فيما يخص ترشيحات الأوسكار، حيث ظهر لنا من بعد أن هناك أفلاما مغربية أفضل من أفلام عيوش وتستحق الترشح بدل أفلامه.