كما أن حالة الضعف والوهن التي أصبح عليها النظام الجزائري، الذي تغذى من الصراعات الدائرة بين الجنرالات، والتي زجت بما يزيد عن 40 جنرالا، وعشرات القيادات في السجن، مما جعل العالم الخارجي يقتنع بأن الجزائر لم تعد تتمتع مقر للإستقرار الذي تسعى إليه الدول العظمى، بالإضافة إلى أن الجزائر خسرت قضية الصحراء بصفة نهائية، مما جعل هذه الدول تسارع إلى الإعتراف بمغربية الصحراء.
وبالرغم من الهزيمة التي منيت بها الجزائر في ملف الصحراء، إلا أن "شنقريحة" لا يزال يصر على استدامة حالة التوتر بين المغرب والجزائر، لان ملف الإرهاب الذي كان يوظفه بالجزائر لم يعد "عملة" رابحة له، فأصبح يزيد من تفعيل قضية الصحراء، ليدخلها في خانة "العدو الكلاسيكي" المغرب، الشيء الذي يجني من ورائه "شنقريحة" أموال طائلة، باسم عدو خارجي، فكانت حوالي 23 مليون دولار هذه السنة، هي حصة الجنرال حسب بعض المعلومات.
كما يرى مهتمين بقضية الصحراء ومحللين، بأنه في حالة حاولت الجزائر التملص من إملاءات أمريكا، سيضطر البيت الأبيض إلى وضع حركة البوليساريو على لائحة الإرهاب، الأمر الذي سيزيد من عزلة الجزائر ويعمق صراع الجنرالات، ويتم تصنيف الجزائر دوليا بأنها من بين الدول التي تحتضن الإرهاب خاصة أن عناصره "البوليساريو" تتواجد على أراضيها ، ناهيك عن ملفات أخرى، كعدم شرعية النظام الجزائري ديمقراطيا، وما سبق ذلك من إنتهاكات جسيمة في مجال حقوق الإنسان خلال السنوات المظلمة التي مارسها الجنرالات على الشعب الجزائري في التسعينيات.
وفي ذات السياق يجمع مهتمون بقضية الصحراء، بأن الجزائر لا تريد فتح صفحة جديدة مع المغرب، رغم نداءات العاهل المغربي التي وجهها إليها في عدة مناسبات، للعمل على بناء مغرب عربي كبير، يضمن تكتل اقتصادي يجعل المنطقة تحظى بتصنيف عالمي، يساهم في انتشال آلاف الشباب المغاربي من أوضاعه المزرية، إلا أن الجزائر تسير في الاتجاه المعاكس، مما أخرجها بشكل سريع من ملف الصحراء الذي خسرته نهائيا، مع توجهها إلى طريق الهاوية، في ظل ما تعيشه، والقادم أسوء بالنسبة لها في عهد رئيس أمريكا الجديد القديم "ترامب".
كما أنه ليس أمام الجزائر سوى رفع الراية البيضاء أمام التحولات الجيوسياسية، والخروج من النظريات البائدة التي أوصلت الشعب الجزائري إلى ما وصل إليه اليوم من معاناة على جميع الأصعدة.