رأي

إدريس المغلشي: العودة إلى نقطة الصفر

لا تلتفتوا ولا تتعبوا أنفسكم في ترديد الشعارات فلقد رجعنا للأسف الشديد إلى نقطة الصفر ،كالتي نقضت غزلها لنعيد الكرة كأنها بداية جديدة لكنها على ركام من التجارب الفاشلة تحمل معها كثير من المحطات التي لم نستفد منها . كمثال واضح محطة المنتدى الوطني الأول للمدرس كمحور أساسي للمنظومة الذي صرفت عليه ميزانية ضخمة في عهد الوزير بنموسى والذي بشرنا بعض المنظرين قبل انطلاقه دون أن نطلع على مرتكزاته بإقلاع حقيقي للإصلاح "مسبقين الفرح بليلة " بعدما اكتفوا ببعض الصور توثق لنشوة جماعية بهذه البداية السوريالية التي ماتت في مهدها بعدما غادر الوزير فجأة دون أن يعقب واصبحت الجميعة كالأيتام في مأدبة اللئام . بعدها جيء بوزير في التعديل الحكومي الأخير من المقاولة والرأسمال دون مراعاة للقطاع مما يدفعنا للتساؤل عن القيمة المضافة التي سيبصمها بروفيل من هذا النوع يجمع جل المتتبعين على أنه لاعلاقة له بالقطاع . بدايته الصادمة مع كثرة سقطاته في وقت وجيز دفعتنا لطرح العديد من الأسئلة على رأسها .ماهي معايير ومرتكزات اختياره على رأس قطاع حساس كالتعليم؟

لا أتصور الوضع المحرج الذي سقط فيه وزير التربية الوطنية وهو يتهجى أجوبة كتبت له على ورقة بالدارجة وهو يرأس وزارة تعنى بالتعليم . الوضعية الكاريكاتورية كشفت حقيقة عدم وجود معايير تحترم الخصوصية .لكن يبدو أن هناك من سيفرك يديه فرحا بقدومه خصوصا من أسماهم المرحوم الوفا الوزير السابق ب(مسامر الميدة) الذين استعادوا وضعهم كما هي أنفاسهم من خلال مسؤول لايربطه بالتعليم أية صلة بل هناك من ذهب للتعبير من خلال تتبع مسار موقع المسؤولية بوزارة التربية الوطنية على أنها ليست كباقي القطاعات الأخرى ومرد ذلك لعاملين إثنين لا ثالث لهما. الأول اعتبار قطاع التعليم ذا خصوصية تحمل معها تراكمات من الفشل وسط بيئة عنيدة وصعبة تحتاج لتشريح جريء وارادة حقيقية كذلك. الأمر الثاني، يمكن اعتبار الوزارة بالنظر لعدم استقرار المسؤول الأول بها حقل الغام يتم تصفية كل من حاول مجرد التفكير في بداية التصحيح.

في ظل جدل أثاره الوزير تابعنا كيف أحرج مجموعة من الأطفال المسؤولين داخل قبة البرلمان وقدشاهدنا حضورا كميا فيما يشبه جلسات افتتاح دورة أكتوبر التي يشرف عليها الملك محمد السادس على الأقل من حيث عدد الحضور وبعدها نتابع كيف يصبح الحضور والغياب سيان، وحسب المزاج وهي صورة تعطي الانطباع للأجيال أننا لا نقدر المسؤولية وليست هناك محاسبة. إن عملية استقدام الأطفال الى قبة تشريعية في حد ذاته يمكن اعتباره تمرينا ديمقراطيا للنشء لكن بين الجو الإحتفالي الذي تمت فيه البروفا وبين الواقع بون شاسع. لأن ما يصل من صور لمهازل ومناكفات وتردي في الخطاب والسلوك ايضا لاتقدم النموذج المثالي للتلاميذ .

نتمنى ألا تكون نسخة كاربونية لأختها في الإخراج. ثم تختفي بعد ذلك دون أثر . السؤال الذي يتبادر إلى الذهن في هذه الأجواء المشحونة ، أي سلوك سياسي نسعى لتمريره للأطفال والشباب في زمن تعرف فيه السياسة أسوأ حالاتها؟وأي نماذج سياسية ستؤطر المشروع الشبابي للأشتغال بالسياسية من طرف الاطفال والشباب ؟

ظهور وزير التعليم بصورة غير بيداغوجية يعتليها تردد بادي للعيان وهو يؤجل الجواب على أسئلة المتدخلين من الأطفال والشباب ليبدو في الأخير كتلميذ شارد لم يستعد بما فيه الكفاية في ظل منظومة معطوبة ،متهرب من المواجهة في تلعثم ، يدفع الآخرين من الحضور والمتتبعين للقول بعدم تمكنه من المهنة والمسؤولية كذلك .صورة لها وقع خاص على كل من عاينها وأثر سلبي لاشك أنه لن يغادر مخيلة من عايشوا الموقف المحرج بل هذه المهزلة.نتساءل مع كل هذه الكوارث من له المصلحة في دفع المسؤول للوقوع في فخ وضعية إحراج تسيء لصورة المسؤول الأول على الوزارة ؟.

لاشك أن الجواب على هذا السؤال يتواجد في بناية باب الرواح وبعض من حقيقته موزع بين بنايات جهوية ملحقة يسمونها زورا أكاديميات ومقر رئاسة الحكومة.