المراهنة على الوطن مُربِحة مهما تأخرت: إن لم تنلْك شخصيا، وذلك حال الشهداء، ستنال كل من ينتسب إليك، وكل من يفتخر بك.
اما "المساومة بالوطن" فإنها تُبطِل العملَ الصالحَ، وتُوسِّخ الوجهَ الأبيضً الناصعَ، فما بالك بمن يساوم وهو خاليُ الوِفاض، متسخَ الوجه، ظلمات بعضها فوق بعض.
من أبشع صور المساومة بالوطن الاصطفاف في صفوف من يكيد له نكاية وانتقاما، أو ارتزاقا ومهانة.
هؤلاء الأغبياء، المساومون باوطانهم، موجودون اليوم في الداخل والخارج،
تعرفهم بسيماهم!
تعرفهم بسحابة الخزي والمهانة التي تعلو وجوههم.
وموجودون في التاريخ القريب. حتى إدريس البصري، "نجم" سنوات الرصاص، جرب هذه التجارة الخاسرة.
المثال المأسوف عليه هنا،
هو اللاعب المغربي عبد السلام وادو،...
عبد السلام وادو أعطى الرياضة المغربية الكثير، وشهد له من يعرفه بحسن الخلق الشخصي،
كان محبوبا...
لكن ذلك كله لم يُفلح في إزالة رائحة مزبلة الخرول والبطوش التي ارتمى فيها، رقَد فيها، و"رُقِّد" في "زَوابلها"، على وزن توابلها.
جاء اليوم، بعد أن فقد عنوان الدار، وأضاع المفتاح، وقاطع الجار، يدعو "عشيرته الجديدة" إلى زيارة الدوار! فوجد الناس غير الناس.
غباء، ام وقاحة؟! الله اعلم.
"اللهم إنا نعوذ بك من السلب بعد العطاء"، هكذا كان يردد الوالد في مثل هذه السياقات.
"من ابتلي منكم فلْيستتر"، لا نريد أن يتشوه فضاء المغرب بالملوثين.