سياسة واقتصاد

وزير الفلاحة ومغالطة البروتينات!

محمد الخمسي (مفكر) عن برلمان.كم

“المغاربة يحبون البروتينات لذلك ارتفع ثمن البيض”، هذا القول لو لم يكن قول مسؤول سياسي لما كان الاهتمام به، ولكنه قول وزير للفلاحة، ولن نناقش هنا الفلاحة لأن ذلك يحتاج مقالات ومقالات وقد تكون موضوعا في القادم من الأيام، ولكن الذي يهمنا هو تفكيك هذه المغالطة وذلك باستحضار ما يلي:

هل هناك دراسة علمية: موضوعية أكدت هذه الفرضية؟ أي فرضية المغاربة يحبون البروتينات!

وهل البيض هو الوحيد مصدر البروتينات؟ أم أن الفقر وضعف القدرة الشرائية جعل المغاربة محاصرين بين شراء البيض اليوم وشراء البيض غدا؟ رغم أن ثمنه زحف في بعض المدن إلى درهمين وهو أصغر مقياس أو حجم، دون أن نتحدث عن البيض “البلدي” الذي أصبح حديثا من الماضي، إذ لا يعقل أن تشتري الأسرة 30 بيضة من النوع البلدي ب90 درهم إلى 100 درهم، بمعنى راتب اليوم لمن يشتغل في إطار الحد الأدنى من الاجور.

إن الخطير في هذه المغالطة هو ما يلي:

1- تعويض الحديث عن العجز في القدرة الشرائية لتنويع مصدر البروتينات، والحديث عن الفقر بحديث مغلوط يفسر ارتفاع أسعار البيض بالحب للبروتينات!

2- في مجتمع نعرف نسبة الأمية وبساطة الوعي الغذائي فيه، هناك طبقة تعيش على الخبز والشاي أو الملوي والشاي أو البطبوط والشاي، وبالتالي فالحديث عن البروتينات ترف سياسي لا يتحمله العقل الجاد فكيف بالعقل المسؤول، والعجب العجاب أن اللغة تستبطن أن المغاربة ومن شدة الرخاء وبحبوحة العيش تخلوا عن مصادر أخرى للبروتينات!

إن وزير الفلاحة من مسؤوليته وضع سياسة الأمن الغذائي، التي تساهم في توفير ما يحتاجه المغاربة، وهو مسؤول عن حماية القدرة على الإستهلاك للاساسيات من نظام الطعام المغربي، أن السياسة مرتبطة بالخطاب، فلا تجعلوننا نكتشف سطحية في تفسير الظواهر الاقتصادية، لأن هذا التفكير والتفسير يحمل خطورة تعميمه، ويصبح أي استهلاك من المغاربة ترتفع فيه الأسعار يتحملون فيه مسؤولية الارتفاع، هذه عملية لتغطية فشل حكومي في مجال الاقتصاد والاجتماع والسياسة، هذا التفكير يدخل ضمن النظرية الكبرى: “طاحت الصمعة علقوا الحجام ومع هذه الحكومة يمكن يعلقو حتى مرتو”.