تحليل

فتح الله ولعلو يتذكر (2): منحت مؤسس “البوليساريو” 19/20 في الامتحان

عمر لبشريت ( صحفي مقيم بمونتريال/كندا)

كان مصطفى الوالي الرگيبي، أحد مؤسسي “البوليساريو” وأول زعيم لهذا التنظيم، طالبا بكلية الحقوق بالرباط سنوات السبعينيات من القرن الماضي.

مصطفى الوالي كان من ضمن طلبة الاستاذ فتح الله ولعلو، القيادي الاتحادي والذي تقلد حقيبة وزارة المالية خلال حكومة التناوب.

ويحكي فتح الله ولعلو، في مذكراته التي صدرت هذا الأسبوع عن المركز الثقافي للكتاب ببيروت في جزئين تحت عنوان “زمن مغربي.. مذكرات وقراءات”، وأعدها للنشر الصحافي والكاتب لحسن العسبي، أن مؤسس البوليساريو :”. كان طالبا صلبا من الناحية العلمية، بل نابغةً، وهذا راجعٌ أكيد لثقافة الصحراء التي تشبع بها عميقا، مثلما له تكوينٌ أكاديمي منفتحٌ على الإجتهادات العالمية. بالنسبة لي، فهو يُشبهُ إلى حد كبير محمد باهي حرمة ولد بابانا، المناضل المغربي الإتحادي والصحفي المبرز في تاريخ الصحافة الإتحادية والصحافة المغربية والمغاربية والعربية”.

ويقول فتح الله ولعلو، الذي كان استاذا للاقتصاد بكلية الحقوق بالرباط ورئيس سابق للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، متحدثا عم مصطفى الوالي، انه خلال امتحانات امتحانات سنة 1971،” طرحتُ فيها سؤالا حول تكوين الأسعار (هو سؤال غير سهل بالنسبة لطلبة الشعبة القانونية)، بُهِرْتُ حين وصلتُ إلى ورقة إجابته. لقد استعرض ما سبق وقدمتهُ لهم كأستاذ في الحصة بأسلوبهِ الخاص، بلغةٍ سليمة، قويةٍ ومُفْحِمَة، ما جعلني لم أتردد في أن أمنحه أعلى نقطة وهي 19 على 20، بل ترردتُ للحظةً أن أمنحهُ 20 على 20″.

ويخلص فتح الله ولعلو، في نفس المذكرات، إلى :”كانت النتيجة، بعد ذلك القمع، أن أجاب كل واحد بطريقته. مثلا الشيخ بيد الله انخرط مع الدولة المغربية، بينما مصطفى الوالي وعمر الحضرمي (الذي كانت له ميزة أنه لم يكن مُسجَّلاً بالكلية، بل كان يختارُ الأستاذ الذي يريدُ والمادة التي يريدُلتتبع دروسها، فَكَوَّنَ نفسه بنفسه)، اختارا معا التوجه صوب ليبيا”.