لم يكن الحاج المكي رودياس، إعلاميا ومخرجا إذاعيا فقط بل هو أعز الأصدقاء الذين تحبهم وتودهم وتريد دائما الجلوس معهم والتعامل معهم في كل شيء، فلم أره يوماً غير مبتسم أو حزيناً الإبتسامة لم تفارقه أبدا، هو هادئ الطباع يحاول دائما التقريب في وجهات النظر بين الناس يختار ألفاظه بعناية ودقة جدا كي لا يزعج أحدا، راقي الأسلوب، ولم يكن من المخرجين الغيورين فلم تكن الغيرة موجودة في طباعه وإنما كان غيورا على العمل وعلى إخراجه بصورة جيدة...
ينتمي المكي رودياس، إلى أسرة رياضية، امتهن التحكيم في كرة السلة، بدأ مساره الإعلامي إلى جانب محمد بن ددوش الذي اقترح عليه في البداية العمل في المحفوظات الصوتية وخاصة كل مايتعلق بخطب صاحب الجلالة الملك الراحل الحسن الثاني. كما عمل إلى جانب المرحوم نور الدين اݣديرة كمتعاون، حيث كلف بجمع نتائج القسم الوطني الثاني بمجموعاته الأربعة والقسم الوطني الأول بشطريه. بالنسبة للمكي رودياس، فإن الإشتغال في المحفوظات الصوتية طور أداءه، ومكنه في مجال الإخراج الإذاعي من حفظ العديد من أرقام الأسطوانات، الشيء الذي كان يسهل اختيار المنوعات الغنائية المصاحبة للبرامج الرياضية....
الحاج رودياس يعتز بأنه كان تلميذا للمرحوم حسن صمان، وأنه سهر على إخراج كأس أمم إفريقيا، الألعاب العربية، ألعاب البحر الأبيض المتوسط، إضافة الى العديد من التظاهرات الدولية...
سنوات طويلة، أخرج خلالها العديد من البرامج الإذاعية المتعددة، وترك بصمة واضحة في مجال الإخراج الإذاعي، حيث تميز في العديد منها لاسيما البرامج ذات الطبيعة الرياضية ولعل أبرزها برنامج "الأحد الرياضي" الذي أخرجه لسنوات عديدة، وبدا تأثيره الإخراجي واضحا على الحلقات التي نجح في توثيقها بالمؤثرات الصوتية التي جعلت منه واحدا من أهم البرامج بالإذاعة الوطنية...
لنتذكر فقط... استوديو 4.

