مجتمع وحوداث

في اليوم العالمي للاجئ.. مسؤولونا وإعلامُنا و"ساكنة مخيمات تندوف"!!

نور الدين اليزيد (صحفي/ تدوينة)

في "اليوم العالمي للاجئين" الذي يحتفل به المنتظم الدولي في مثل هذا اليوم (يوم 20 يونيو) من كل سنة، ويكون مناسبةً تستعرض فيه الأمم المتحدة ومعها الدول المنضوية تحت لوائها سياساتها المتعلقة باللاجئين في مختلف بقاع العالم، وهو ما ينعكس على إصدارات وسائل إعلام الدول الرسمية منها وغير الرسمية، فتخصص تقارير وتحقيقات حول السياسات العمومية في هذا السياق، نسجل على صعيدنا الوطني قصورا فظيعا وشبه غياب لاحتفاء السلطات الرسمية ومعها وسائل إعلامها، اللهم باستثناء إدراج بعض الأخبار السطحية العابرة، وهو ما يطرح التساؤل عن مدى أولوية ومواكبة ملف اللجوء في السياسات العمومية. 

في هذا السياق سجل العبد الضعيف عند الله صاحب التدوينة، أن الوكالة الرسمية للأخبار (ومع) كانت شبه غائبة عن مواكبة هذا اليوم العالمي للاجئين؛ وباستثناء قصاصة "إشادة" لممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالمغرب بـ"التزام السلطات المغربية بحقوق اللاجئين"، فإن الوكالة لم تنشر أي موقف أو تصريح لمسؤول مغربي يهم الوضع المزري للاجئين الصحراويين بتندوف، أو مَن يطلق عليهم الخطاب الرسمي اصطلاح "المُحتَجزين". 

وإذا كان المرء قد يلتمس على مضض للجهات الرسمية تغاضيها أو تجاهلَها لاستغلال مناسبة عالمية لتذكير المجتمع الدولي بأوضاع اللاجئين/المحتجزين الصحراويين على الأراضي الجزائرية، باعتبار أن هناك أجندات معينة وخارطة طريق تتبعها الدولة في مقاربة قضية المغاربة الأولى (الصحراء المغربية)، فإن نشر الوكالة الرسمية لمشاركات "مجاملاتية" جوفاء لممثلة مؤسسة دستورية استشارية هي رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان في مؤتمرات دولية دون الإتيان على ذكر أوضاع صحراويي تندوف، يدعو إلى الاستغراب والتساؤل حول إذا لم يكن ضمن أوليات هذا المجلس ورئيسته التعريف بقضايا هؤلاء الصحراويين ضمن فعاليات دولية متزامنة مع يوم عالمي للاجئين، فمتى سيهتم هذا المجلس بهذا الملف، وبدلا من ذلك تكون مشاركات مسؤوليه هي أقرب إلى رحلات استجمام وإقامة في فنادق خمسة نجوم مع تلقي تعويضات سخية من ميزانية المواطنين؟ ! 

وما ينطبق على الإعلام الرسمي، الذي تعتبر الوكالة الرسمية مصدره/ملهمه الأول بالأخبار، ينسحب أيضا على الإعلام التابع والخاص، حيث سجلنا طيلة اليومين السابقين (19و20 يونيو) أي احتفاء بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، عبر نشر تقارير وتحقيقات، لاسيما حول إخواننا في تندوف؛ وباستثناء مقال وحيد رصدناه في صحيفة "الاتحاد الاشتراكي" لسان حال حزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية"، ويهم بيانا صادرا عن المنظمة المغربية لحقوق الإنسان هي بالأساس "ذراع" في مجالها للحزب ذاته، ويتعلق الأمر بمطالبة المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق اللاجئين بـ"القيام بإحصاء ساكنة تندوف"، فإن كل الصحف الورقية تقريبا، الصادرة حلال اليومين الماضيين، لم تنشر ولا مقالة من بضع فقرات حول الموضوع، مما يطرح مدى وجود أجندات مهنية لدى هيئات تحرير هاته الصحف الورقية المقروءة، التي يبدو أن مدراءها ورؤساء تحريرها القابعون في مكاتبهم المكيفة إنما ينتظرون أن تجود عليهم الوكالة الرسمية بقصاصات ومقالات سطحية ساذجة يملأون بها بياضات صفحات صحفهم، دون بذل أي مجهودات لنشر ما يمكن أن يخدم ما يعتبره الخطابُ الرسمي "قضية المغاربة الأولى" !!