على باب الله

ارخيصة بتعليمة

المصطفى كنيت

بعدما كان القرار الحكومي بفرض الادلاء ب "جواز التلقيح" محاولة لشغل الناس عن الزيادات  المتوالية في الأسعار، و لتمرير الضرائب الجديدة في مشروع  القانون المالي، اصبحت انحناءة رئيس الحكومة، عزيز أخنوش،  وخريطة المغرب المبتورة،  محاولة لإلهاء المواطنين عن الجواز، على حد زعم  حوارييه الفايسبوكيين.

وهكذا انقلب اتجاه الرياح، من الاجتهاد  للبحث عن زاوية اخرى لتلك الانحناءة، الى الدفاع عن "ولي النعمة" عوض الدفاع عن الوطن، و خريطة الوطن، التي تحضن جميع المواطنين بمن فيهم رئيس الحكومة.

و على رأي المثل الشعبي: " قلة الراي مصيبة"، فقد جاء مفعول هذه الحملة الدفاعية سلبيا، و زاد من تنبيه الرأي العام الى الخطأين، اما الجواز، فيضعه 25 مليون مغربي في جيوبهم و لا يترددون في الإدلاء به كلما دعت الضرورة إلى ذلك، وبالتالي لا حاجة إلى إلهائهم على فرض استعماله كما يدعي المدعون.

و كان الراي العام ينتظر ان يخرج  الناطق الرسمي باسم الحكومة بتغريدة، تماما، كما فعل، عندما " قزقز" رئيس الحكومة السابق، سعد الدين العثماني امام الرئيس الروسي بوتين، ليعلن لنا عن موقفه من تلك الصورة التي الهبت مواقع التواصل الاجتماعي، غير انه يلتزم الصمت، و لم نسمع له حسا ولا همسا، لا عندما قررت الحكومة فرض استعمال جواز التنقل، و لا حين ظهرت خريطة المغرب مبتورة في "القمة الخضراء".

و يقول المثل: "ارخيصة بتعليمة"، و اظن ان الدرس الدبلوماسي قد وصل للسيد رئيس الحكومة،  لكن على المغردين الذي يطوفون في ظله ان يستوعبوا ان التبرير يحتاج الى البرهان، و ليس إلى رجم   أعراض الناس بالحجارة.