على باب الله

مهمة الوزراء ليست هي معرفة "التقاشر" التي يلبس الناس

المصظفى كنيت

لا أظن ان رئيس الحكومة، سي عزيز أخنوش، كان الله في عونه،  سعيد بوجود وزير في الحكومة يظن أن موقعه  يخول له معرفة حتى ما يلبس الناس في أرجلهم، وليس إقامة العدل بين الناس و حماية حقوقهم، و صيانة ماء وجوههم لا احتقارهم  أمام أعين الشهود وعدسات الكاميرات.

و لا أظن أن مهمة وزير تبيح له إهانة موظف و استصغاره و تهديده.

غير ان وزير العدل، رئيس بلدية تارودانت، فعل ذلك أمام السلطات و المنتخبين و المواطنين، و خاطب مديرا إقليميا بتعالي و استهزاء و استقوى عليه بالمنصب في مشهد مؤلم يحط من كرامة موظف برتبة مدير إقليمي. 

ولا تحتاج الحكومات للكفاءات فقط، وإنما للأخلاق والمروءة والعفة وإعطاء القدوة الحسنة غير أن ما صدر عن عبداللطيف وهبي، لا يحمل أية ذرة من ذلك، و لا يبشر بأن هذه الحكومة ستحقق ما وعدت به المواطنين حقا.

و أظن أن "الكفاءة" المفترى عليها بدأت تظهر كل يوم من خلال الزلات التي يقترفها بعض الوزراء.

و على رأي المثل الشعبي: " ما حدها تقاقي وهي تزيد في البيض"، فبعد حادث كراء وزير الثقافة والشباب والرياضة لطائرة خاصة لتقله من الرباط إلى مراكش، و واقعة إرسال الحكومة طائرة خاصة إلى إسبانيا لإجلاء وزيرة السياحة والاقتصاد الاجتماعي، ظلت عالقة هناك بعد قرار تعليق الرحلات، وبعد استصغار الناطق الرسمي باسم الحكومة لتقرير صادر عن مرصد تابع لرئيس الحكومة، تأتي واقعة "تأنيب" وهبي لمدير إقليمي، لا يملك أية سلطة عليه، بدون وجه حق، من دون أن نذكر القراء بما جاد به لسانه من "كلمات لا تشبه الكلمات"، في الكثير من المرات.

وقبل أن تنهي الحكومة مائة يوم من عمرها، ظهر "كوبل" حكومي، لا يشبه "كوبل" حكومة بنكيران، وفي هذه المرة تصر السيدة الوزيرة ( وزيرة الأسرة والتضامن ...) على تكليف زوجها بمهام لا يؤطرها القانون و لا ظهير التعيين في الدواوين.

و رغم أن سي أخنوش وضع بيضه في ثلاث سلال، فإن تدبير الشأن العام يقتضي ليس فقط الحفاظ على البيض مرتبا في سلة، محميا بقصب التبن أو مسحوق النخالة، فهي مهمة سهلة جدا، بل "المشي فوق البيض بلا ما يتهرس".