قبل ان تدعو شبيبة حزب التجمع الوطني للأحرار إلى احترام نتائج انتخابات 8 شتنبر، كان عليها أن تدعو رئيس الحزب عزيز أخنوش الى احترام الوعود الانتخابية التي سبقت تلك الاستحقاقات... وهي المرحلة التي كان شعارها "تساهلو أحسن"، قبل أن يكتشف الناس أن ما يحدث هو الأسوأ في تاريخ الحكومات المغربية المتعاقبة.
طبعا نتائج الانتخابات فوق رؤوسنا، و الوعود الانتخابية فوق رأس اخنوش، و إذا سقطت تلك "البرامج" من فوق رأس رئيس الحكومة، طاح الشخص ( وليس الحزب) من عيوننا، وما أقسى سقوط شخص (ما) من عيون المغاربة...
لقد نكت أخنوش وعوده، و جعل المغاربة يعيشون الأيام و الشهور في الجحيم، وكأن هذا ما يستحق 2.2 مليون الذين صوتوا على الحمامة من دون أن يدركوا أنها مجرد رمز يختفي وراءه الكثير من صقور الأعمال، الذي لا يمتلكون بذرة شفقة حين يتعلق الأمر بالمال.
وفي الوقت الذي لم يصدر فيه عن المكتب السياسي أي بلاغ "تضامني" مع أخنوش، ولا من الحكومة التي يرأسها، لا تكاد الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية تتوقف عن الهذيان.
فرغم أن "الهاشتاغ" ليس موجها ضد الحزب، ولا يعاكس نتائج الانتخابات، بل موجه ضد شخص عزيز أخنوش، الذي أراد أن يعيد للمغاربة التربية ذات يوم، بعد أن قطع واد المقاطعة معتقدا أن "رجليه نشفو" بعد اقتراع 8 شتنبر، ناسيا أن الرحلة طويلة جدا، وكما يقول المغاربة:" قال له المسرب ( le sentier) طويل، فرد عليه احماري مشاي).
و الواقع أن طول المسرب لا ينتهي، لكن الذي يسير فيه مضطر للتعب، والمضطر للوقوف، ومضطر للنظر إلى الوراء، وأيضا التطلع في المستقبل، من أجل أن يضمن لنفسه الوصول، ولذلك لم يخطئ أجدادنا حين قالوا:" حاول على حيمرك تحج عليه"، غير أن شبابه، ليس كلهم، أخذتهم العزة بالإثم، و نفخوا أوداجهم بنتائج صناديق الاقتراع.
ويبدو أن "كبار" الحزب لا يشاطرون رئيس الحزب قناعاته ولا تدبيره لشؤون تجمع السيد أحمد عصمان، بعد أن فضل أخنوش "الدراري" على "الرجالة" ليتسحر معهم، فأصبح فاطرا.
و لن ينفع أخنوش لا قضاء ولا كفارة، ولا صيام شهرين متتابعين، و لا فك رقبة.
لقد أصبحت أيام المغاربة كلها صوم، يأكلون بمقدار أمام هذا الغلاء الفاحش.
وقد يشفع لأخنوش، قليلا، إطعام 60 مسكينا، ليس من ماله الخاص بل بإعادة تلك الأموال التي تحصل عليها من خزينة الدولة بدون وجه حق.
هذه هي الحقيقة التي جعلت المغاربة يطلقون "هاشتاغا" يتصدر "تراند"، ولم تنفع في فك طلاسمه كل التغريدات ولا المقالات والتحاليل التي حاولت أن توهمنا أن الأمر يتعلق بـ "مؤامرة"، رغم أن أخنوش، ليس لديه، وليس في موقع يؤهله ليكون موضوع "مؤامرة".
و لا شك أن الذين يشيعون هذا الكلام، يريدون أن يصرفوا النظر عما تعرض له المغاربة من تآمر شركات المحروقات علي جيوبهم، والتي جنت من وراء ظهورهم الملايير من الدراهم.
و لا شك، أيضا، أن وقت الحساب، قد اقترب، بعد أن وجد أخنوش أن الطريق عامرة بالويدان، وأنه مضطر لكي ينتظر، كل مرة، "ينشفوا رجليه" ليواصل الطريق، وكما يقول المثل:" سلم للخاوية تنجا من العامرة"، لكن أخنوش اختار أن لا يسلم لرجال البلاد، ناسيا أن للمغرب ضمّانه الذين يغيرون عليه في أوقات الشدة والمحن.