نظمت مؤسسة أرشيف المغرب، مساء الأربعاء بالرباط، معرضا بعنوان “أرشيفات الدبلوماسي الأديب التهامي أفيلال”، خصص لعرض أرشيفات موروثة عن الدبلوماسي المرحوم التهامي أفيلال (1930-2020)، وهبتها عائلة المرحوم لمؤسسة أرشيف المغرب. ودشن المعرض، المنظم بمناسبة اليوم الوطني للأرشيف، الكاتب العام لوزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع الثقافة-، عبد الإله عفيفي، بحضور مدير مؤسسة أرشيف المغرب، جامع بيضا، وأفراد عائلة المرحوم التهامي أفيلال، وعدد من المهتمين بالشأن التاريخي بالمغرب. ويعد هذا المعرض نافذة جديدة للإطلال منها على مغرب القرن التاسع عشر، وكذا وثائق أخرى تشهد على التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، التي شهدها المغرب في القرن العشرين. ويتضمن المعرض قسما خاصا بأرشيفات عائلة أفيلال، يشتمل على مضامينها العلمية كمصدر زاخر لكتابة تاريخ المغرب المعاصر؛ بداية بالرصيد الأرشيفي للفقيه المفضل أفيلال وما أنتجه في إطار الوظائف التي شغلها كعدل موثق وإمام وخطيب ومدرس في عدد من مدارس تطوان. كما يتضمن هذا القسم كل ما أنتجه أفيلال، الذي كان من الموقعين على “بيعة تطاون” للسلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان والمولى الحسن، من وثائق أثناء مزاولته لخطة العدالة ووظائفه بديوانة تطوان، وما خلفه من كنانيش سجل فيها رحلاته ونظمه وأشعاره وإبداعه الفني، بما فيها المرثية التي نظمها لرثاء مدينة تطوان. وخصص القسم الثاني من المعرض لتقديم الأرشيفات التي أنتجها التهامي بن عبد السلام أفيلال على طول المدة التي غطاها عمله كقائم بالأعمال بالسلك الدبلوماسي، والتي ترصد المجريات السياسية في تلك الحقبة، إضافة إلى عرض بعض التحف الفنية التي كان التهامي أفيلال مولعا بجمعها، والتي تعتبر اختزالا لتاريخ الأجداد وذكريات عمله في عدد من الأقطار. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أشاد مدير مؤسسة أرشيف المغرب، جامع بيضا، بهذه الخطوة المتمثلة في تثمين أرشيف الخواص، مشيرا إلى أن المؤسسة تتلقى باستمرار عروضا من الخواص لتقديم أرشيفاتهم. وأضاف أن هذه المبادرات، التي تأتي أيضا من جمعيات المجتمع المدني، هي “نتيجة للتحسيس الذي تقوم به المؤسسة بأهمية تثمين الأرشيف، ونشر ثقافة الأرشيف، وذلك حفظا للذاكرة واعتزاز المغرب بهويته”. وفي السياق ذاته، جرى تقديم كتاب “بين تطوان وفاس.. صفحات من تاريخ المغرب المعاصر من خلال أرشيف الدبلوماسي الأديب التهامي أفيلال (2020-1932)”، الذي قام من خلاله الكاتب يونس السباح بجمع الأرشيفات التي وهبتها عائلة التهامي أفيلال. ويجمع الكتاب 84 رسالة ما بين أب يعمل قاض بتطوان وابنه الطالب بجامع القرويين بفاس. وتم تبادل هذه الرسائل ما بين 1906 و1912، وهي فترة حاسمة في تاريخ المغرب، ما يجعل مضمون تلك الرسائل مهما للغاية بالنسبة لتاريخ المغرب، سواء على المستوى الاقتصادي والسياسي أو على المستوى الاجتماعي والثقافي. وفي ثنايا هذا الكتاب، يرجع الكاتب بالقارئ إلى الظروف التاريخية التي كان يعيشها المغرب خلال فترة الحماية، كما يستعرض عددا من المعطيات التاريخية المتعلقة بالمغرب وسياسته الداخلية في مستهل القرن العشرين.
فن وإعلام
اليوم الوطني للأرشيف.. تنظيم معرض حول “أرشيفات الدبلوماسي الأديب التهامي أفيلال”
كفى بريس (و م ع)