على الرغم من قربه من القصر الملكي وعلاقته بالملك الراحل الحسن الثاني ومكانته لدى كبار المسؤولين في البلاد، لم يكن يستغل هذه "الحظوة" لتحقيق مآربه الشخصية. عاش زاهداً وبسيطاً، ولم يخلف بعد رحيله ما يخلفه عادةً معظم المشاهير...كان كتوماً قليل الكلام، كريماً ومحباً للخير، قارئاً لكتب الأدب والفكر، عزيزَ نفس وذا أنفة، وعلى الرغم من كثرة أصدقائه، لم يعد أحد يسأل عن أهله بعد رحيله.....
كان الحياني يغني بسلطنة هائلة وبنخوة كبيرة، حتى أن وقفته الهادئة على خشبة المسارح كانت ترجمة لشخصه ولروحه ولأسلوبه ليس في الغناء فحسب، بل في الحياة عموماً. فقد عُرف بأناقته وهدوئه وجنوحه إلى الجمال.
يجمع صوت الحيّاني بين الشجن والإشراق، إنه صوت الابتهاج بالحياة، وهو في الآن ذاته صوت الالتياع بغدرها وخذلاناتها غير المنتهية. عبر صوته تصل المعاني إلى قلب المستمع وتقع منه موقعاً عميقاً، دون تكلف ودون الحاجة إلى وساطة تقنية. فطالما أمسك العود وشرع يعزف ويغني وحيداً، أو لجلسائه بصوت يخترق المكان، ويصل بكامل صفائه دون مكبرات صوت أو معدلاته. إنه صوت العاشق الأنيق الذي يعتد بذاته ويحافظ على أنفته...
لنتذكر فقط.....ثمة مسحة من الرصانة تغلف هذا الصوت، وثمة الكثير من الحكمة فيه....