منذ اللحظات الأولى، وحتى قبل بث التسجيل الكامل للقاء الهام الذي أجراه أخونا الفاضل سي مصطفى الرميد، مع الموقع المتميز صوت الناس، بدأت تنتشر تفاعلات، خصوصا أن أصحاب الموقع اختاروا عبارة "الدولة العميقة نعمة" للترويج لهذه الحلقة من برنامج "الضفاف".
أخذت وقتي للإنصات الكامل للحلقة، وصادفت الكثير من الكتابات التفاعلية مع مضامينها، سلبا أو إيجابا، وأصابني الألم من بعض الردود، وخصوصا من طرق صياغة بعضها المنتقدة لما ذهب إليه أخونا "سي مصطفى".
أتفق مع الكثير مما ذهب إليه سي الرميد، وأجدني مختلفا معه في نقاط أخرى، رغم قلتها، بل ومتألم من طريقة تعبيره على قضية واحدة، ولا يفسد للود قضية بيننا، من دون شك.
لكن الذي أعتقد أنه من غير المقبول، من الناحية المنهجية، ما يلي:
1. لا يمكن على الإطلاق إنكار دور سي الرميد في بناء هذا المشروع والحرص عليه والدفاع عنه والاستماتة فيه بل وسابقته في ذلك، إلى جانب الكثير من إخوتنا حفظهم الله، أو على الأقل هذا ما أعتقده جازما،
2. ليس مقبولا، ونحن مسلمون، ومن داخل حزب يمتح من المرجعية الإسلامية، استقراء النوايا، والتي لا يعلمها إلا الله سبحانه، ولا يمكن بحال، مهما بلغت درجة التباين مع سي الرميد، الطعن في نيته، مع كل ما يمكن إبداؤه من ملاحظات بشأن صوابية ما أقدم عليه، منهجا ومضمونا، وليس الإنسان يملك صلاحيات الجزم بنيات المخالفين، وتسري نفس الملاحظة على بعض الردود القليلة، على تفاعلات تتقاسم وجهة نظر سي الرميد،
3. لست أتقبل، هذا الكم الهائل من العنف اللفظي، وخصوصا من عدد قليل من المعنيين، ممن لا يتقاسمون وجهة نظر سي الرميد، في التعبير عن آرائهم، وكنت أود لو استعملوا تعابير، أعلم أن المعجم يسعفهم في ذلك، وأن قدرتهم عن الكتابة لا تعوزها تلك الإمكانيات،
4. لست متفهما لكل هذا التجريح بشأن تغيير محتمل في المواقف، إن وجدت في قضايا محددة، بل تلزمها مناقشة هادئة، تقارع الحجة بالحجة.
من الحق انتقاد سي الرميد، لكن أنبه لعدم السقوط فيما يصطلح عليه أسيادنا المغاربة ب"التمرميد" !
لننتبه، فالعديد من المهتمين، والمحبين أيضا، يتابعون كيف يدبر أبناء الحركة الإسلامية اختلافاتهم.
ربنا سبحانه وتعالى يقول في محكم التنزيل "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى، واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون".