على باب الله

"النملة منين تيبغي يعذبها الله تيدير ليها جنحين"

المصطفى كنيت

طفت قضية "الفايد" إلى السطح، و يبدو أن "الدكتور" هزه الماء، هذه المرة، فاستنجد في تصريح صحفي بمعجزة نبي الله يونس عليه السلام الذي خرج على قومه، فألقاه قوم، أقبل عليهم في البحر،  فالتقطه الحوت.

 وكان الأفضل للدكتور أن يستشهد بقصة أهل الكهف، لأن الكثير من "الكلاب" تنبح كلما اقترب أحد من غاره، الذي لا يختلف كثيرا عن حانوت العطار.

لا أحد، طبعا، يمنع الدكتور " الفايد" من نصائحه في الأكل والشرب، لأن لها مرجعية في تقاليدنا في الغذاء، ولقد كنا نستمع لها باستحسان، أحيانا، و باستغراب أحيانا أخرى، عندما يتجاوز حدود الإرشاد ويشرع في إصدار "التعليمات".

وكان على " الفايد" أن يتواضع، وأن ينأى بنفسه عن الدخول في متاهات علاج وباء استعصى على العلماء، وأن لا يقسم بأغلظ الأيمان، مبشرا بالعلاج، بيقين تام.

وما كان عليه أن يصرح أن القرآن معجزة، لأنه بالفعل معجزة، ولا أحد من المغاربة يجادل في ذلك، و لا يحتاج إلى صراخ دكتور يبدو أنه أصابه مس فشرع يقول: " لا مساس".

وكان على "الفايد" أن يدرك أن لا أحد سيسجد إلى عجله، وأن يعرف قدره، وكان عليه أن يعود فقط لـ "يوتوب" ليدرك التناقض الكبير بين كلامه حول "الصيام" بالضبط، والذي حتى لو كان فيه علاج للأجسام، فإن الحكمة منه هي تربية النفس، و تحسين الذوق، وتهذيب السلوك.

لقد أخذت الدكتور "الفايد" العزة بالإثم، فأراد أن يصنع معجزة في زمن انتهت فيه المعجزات.

و سيجد الكثير ممن يدافعون عنه، حتى بعد أن حذفت  موسوعة "ويكيبديا" صفحته غطاء لتبرير نباحهم، تارة باسم الإسلام السياسي، الذي يدغدغ العواطف، ويزيغ بالأبصار عن المعركة الحقيقية التي هي المعركة بين الدجل ( وليس الإيمان)  و العلم، حتى لا تتحطم الأصنام التي يتمسحون بها  على يد "فيروس" لا نراه.

لكن على رأي المثل الشعبي: "النملة منين تيبغي يعذبها الله تيدير ليها جنحين"، وقد كبرت أجنح "الفايد" كثيرا، حتى علقت بها كل أنواع الفيروسات تماما كما حدث للخفافيش في "ووهان".