على باب الله

الفرولة بتاع الفرولة ... يا مجننانى يافرولة ... أنت اللى على بالى... لخبطى كيانى...

المصطفى كنيت

وضعت الفروالة أو الفريز تاج فيروس "كورونا" على رأسها... سرقته في الدورة الأخيرة من سباق المسافات الطويلة، الذي خاضه المغاربة ضد الوباء طيلة فصل الربيع.

و حين اعتقد الجميع قرب بلوغ خط الانتصار عن "كوفيد19"، و أخذت كل جهة موقعها في الممرات:  رقم واحد، و هو ممر لا يمكن أن يشغله إلا من حقق نتائج جيدة في الإقصائيات، أو الممر رقم 2، الذي يُحشر فيه الذين تأهلوا بمشقة الأنفس للسباق النهائي، فاجأت "كورونا" الجميع في 100 متر الأخيرة حيث تتساوى الممرات، وصعدت، بعد أن ظلت تراقب السباق من الخلف، و انتزعت الفوز، بفضل السرعة النهائية أمام تحسر و ذهول الجميع.

وكما ستبقى "كورونا" عالقة في الذاكرة الشعبية، كعام "الجوع" أو "البون" أو "بوهيوف"، ستظل الفراولة راسخة في ذاكرتنا جميعا  تماما كنبات "حالالة" التي ارتبطت بالغرب، وعاصمته "بور اليوطي": القنيطرة أو "فم" الغرب" كما كان يسميه الجنرال.

ولم يكن المغاربة يعرفون هذه الفاكهة إلى أن تسللت إلى أسواقنا، فقد كانوا مكتفين بالتوت البري، الذي يتدلى من أشجار العليق على ضفاف الوديان والشعاب، ينتظرون نضجه في كل فصل صيف، غير أنهم ابتلوا بهذا المنتوج بعد أن وجد الاسبان ضالتهم في التربة الرملية لحوضي اللوكوس وسبو.

ودهش المغاربة لغزارة مردودية هذه الفاكهة قبل أن يستأنسوا بها، وهم يغنون مع المطرب المصري:
"الفرولة بتاع الفرولة اقرب اشترى منى أولى اة يافرولة لا اة ".

 بل إن هذا التوت، وهي كلمة عادة ما يطلقها المغاربة على النساء الجميلات، أصبح مصدرا لرزق العديد من النساء اللواتي يتوجهن كل سنة للعمل في حقول "الفرولة" بإسبانيا، فصبرنا رغم كل ما يتعرض له "توتنا" من تحرش جنسي أو اغتصاب، غير أنه، في  هذه المرة، أبا "الفريز" إلا أن يغتصبنا في عقر دارنا بسبب جشع المستثمرين، الذين بخلوا في صرف ما يوفرون به سبل الوقاية، في ظل الحجر الصحي.

ولا يسعنا إلا أن نردد مع المطرب الصعايدي المصري:

"يا مجننانى يافرولة

انت اللى على بالى

لخبطى كيانى يافرولة ".