على باب الله

أخشى أن لا يكون الرميد وأمكراز وحدهما من لا يصرح بمستخدمي مكتبيهما لـ CNSS بل حتى وهبي ولشكر أيضا... ورئيس الحكومة

المصطفى كنيت

أخشى أن لا يكون الرميد وأمكراز، المحاميان، والوزيران في حكومة العثماني، وحدهما منْ لا يصرح بمستخدميهم في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، بل أن يكون هذا الإمعان في خرق القانون قاعدة وليس استثناء.

و ما يؤجج شكوكي أن عبد اللطيف وهبي الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، وإدريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، من دون التوقف عن محمد زيان، لم يبادروا جميعا إلى التعليق عن هذه الفضيحة، و التي هي بمثابة "دجاجة ( سياسية) بكامونها"، ولم يمدوا أياديهم إلى الطبق الشهي لمضغ لحم زميليهما في المهنة.

لا أظن أن "التضامن" المهني، جائز في مثل هذه الحالة، لأن الأمر يتعلق بخرق للقانون من طرف من يفترض فيهما الدفاع عن تطبيقه.

و لا أظن أن وهبي ولشكر "عافى" لحم هذه الدجاجة، و لم يشاءا تلطيخ أياديها برائحة مرقها المسقي بعرق جبين مستخدمين مغلوبين على أمرهم.

أخشى أن يكون حتى رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، لا يصرح بكل مستخدمي عيادته للطب النفسي، وكل الأطباء من أصحاب العيادات الخاصة والمصحات، ومكاتب المحاماة والدرسات والهندسة والشركات، الذي يشنفون أسماعنا على شاشة التلفزة أو محطات الإذاعة أو في المهرجانات الخطابية لأحزابهم، يعزفون، جميعهم، عن التصريح، كليا أو جزئيا، بمستخدميهم للضمان الاجتماعي...

أخشى أن يكون التهرب قاعدة عامة، وظاهرة شائعة، وهو ما يلزم جميع الوجوه المألوفة بنشر بيانات الانخراط في الصندوق لتبرئة ذمتهم من "فضيحة" محتملة.

لا نريد أن يصبح الرميد وأمكراز مجرد شجرتين تخفيان غابة التهرب من التصريح للصندوق، و أن يكون سقوطهما مبررا لإيقاف إسقاط المزيد من الأشجار، فلا بأس أن نستغل هذه المناسبة، لاجثتاث كل الأشجار النخرة.