تحليل

سير على الله ... اتفاق 200 مليون درهم

سعد كمال

فيدرالية الناشرين خارج "الحساب"، لم تجد "الملائكة" التي تحمل دعوتها لرص الصفوف إلى السماء ، لكنها، بالمقابل، وجدت من يقرأ عليها الفاتحة بسرعة، فـ "إكرام الميت دفنه".

وها هي الفيدرالية مسجية في قبرها، بعد أن زهقت روحها، ورفرفت في السماء،  لتحط في برزخ الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين، التي رأت النور قبل يومين فقط.

و في يومين فقط، كبرت وترعرعت،  وجنت كل ثمار النضال، الذي خاضته النقابة والفيدرالية والصحافيون أنفسهم لسنوات طويلة.

المجلس الوطني للصحافة ( الذي يضم ممثلي الصحافيين والناشرين وغيرهم) خارج الحساب، أبعدته الوزارة، حتى من دفة الاحتياط، ولم تسمح له حتى بمتابعة "اتفاق 200 مليون درهم" من المدرجات، باستثناء رئيس الجمعية ( عبد المنعم الديالمي) الذي تسلل خارج الصفوف ليقود هذه المحاولة "الناجحة" .

حزين جدا..

 فأصل معاناة الصحافيين هم الناشرون الكبار بالضبط، وأرباب المطابع، والإذاعات الخاصة، الذين لا يدفعون واجبات الانخراط للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وأقساط التأمين، والصندوق المهني للتقاعد... و غالبا أجورا زهيدة جدا.

إن الصحافة، ليس فقط حديثا ذو شجون، و لكن أيضا قضايا وشؤون، وقد شاءت الإرادة الإلهية أن يبعث لها من يجدد دمائها، ويكون على يديه الفتح المبين.

قبل يومين، والبارحة، و اليوم الجمعة، في هذا اليوم العظيم عند الله، تأتي ساعة الفرج، وتُزف البشرى، فزملاؤنا في الصحافة المكتوبة، جادت عليهم الحكومة، بأجر ثلاثة أشهر، تقيهم من حر الاقتطاعات التي مارسها في حقهم الناشرون، نعم الناشرون، في عز الجائحة.

و بالرغم من أن لا حظ للصحافة الإلكترونية في هذه الغنيمة، فإنه لا يسعنا إلا أن نشيد بهذا المبادرة، التي تجعل الصحافي يتوصل براتبه بوجه أحمر، ولا يستجدي نقابة أو جمعية من جل أن تجود عليه ببعض الدريهمات كما حدث سابقا.

لم تترك الجائحة للصحافة أن تستعيد عزة نفسها، و تتفاوض مع الحكومة في إطار عقد ـ برنامج جديد، لا في إطار "صدقة جديدة"، لكن ما كاين باس... فما على زملائنا الورقيين إلا أن يقبلوا هذه "البركة".