تحليل

"امنيستي" للتجارة السرية تفتح بورصة "الجواسيس"

عبد العزيز المنيعي

بداية، لنتفق جميعا على أن منظمة العفو الدولية المعروفة إختصارا ب"امنيستي"، حاذت عن طريقها "الحقوقي" مند زمن ولم تعد منظمة "تدافع" عن حقوق الإنسان، وتواكب مستجدات الأوضاع الحقوقية في العالم، وخاصة دول مثل المغرب، الذي تخصصت فيه وخصصت له حيزا وافيا من "تقاريرها" المفبركة والمتراوحة بين الإدعاء والكذب والتحريض والتشويه وما جاور ذلك من صنوف الحقد السياسي الذي يكنه السدنة الجدد لهذه المنظمة..
لكن ما لا يعرفه العالم، أن "أمنيستي"، تجيد التنكيت بشكل لافت جدا، وتبدع فيه بطرق لا تخطر على بال أبدا، وأحدث خرجاتها هي محاولتها التنفيس عن العالم من وباء كورونا بإبداع نكتة "الجوسسة والجواسيس"، ومراقبة الهواتف النقالة.
النكتة التي لم يهضمها المغاربة ومعهم مجموع الشعوب التي تدرك جيدا أن مثل هذه "القفشة" الحامضة في وقت مثل هذا تعتبر مزايدة على المجانية والتجني معا.
الأكيد أن المنظمة المذكورة لم تكن تقصد إطلاق نكتة، فالعملية أشبه بإطلاق ريح أثناء الصلاة، بل هدفها الواضح والجلي هو معاودة التشويش على المغرب، وعلى نجاحات المغرب وتألق المملكة في ظل الجائحة التي مكنتها من إظهار مؤهلاتها الحقيقية الكامنة في ثنايا دولة حديثة أسست لوجود مغاير على الصعيد الإقليمي والقاري والدولي.
"امنيستي"، وبإيعاز من النفوس "المغربية" المريضة التي تسوطن بها، وتحصل على رواتب من "وظائفها" داخلها، تحاول مرة أخرى عكس التيار، والسير به إلى أسفل الدرك الحقوقي، الذي قطع معه المغرب وارتقى إلى عنان دولة الحق والقانون والحماية المطلقة للبلاد والعباد.
مسألة "الجوسسة" والتجسس على "مناضلين"، تدخل في خانة المزايدة الفجة، والنكتة السمجة والبشاعة في تعرية حقيقة أن هذه المنظمة لم تعد تعنى بالحقوق بقدر عنايتها بالمزادات العلنية والسرية للحقوق، وتفتح بورصات في انفاق التآمر لبيع أسهم من كسدت أفكارهم وتجمدت ثرواتهم وفرغت أرصدتهم البنكية.
وكم أعجبتني تغريدة مواطن مغربي كتب على تويتر، أن المعني أو المعنيون بالأمر من فدلكة "التجسس" التي اطلقتها "أمنيستي"، يريدون فقد هاتفا جديدا من "ماركة" حديثة وفيه جميع التطبيقات حتى تلك التي تحول الايكات إلى سيولة مالية..
ولا داعي للخوض في مثل هذه الترهات التي لا تسمن ولا تغني من جوع الحقيقة، علينا أن ننتبه لوطننا الذي يسير بمحاذاة شمس التألق ويصنع لنفسه موقعا في خريطة التقدم ويتصدر قائمة القادمين نحو المستقبل..