قضايا

نموذج وهبي في السياسة هو بنكيران... لكن في السياسة ليس هناك اثنان

إدريس شكري

مسكين رشيد العبدي، الذي وضع عبداللطيف وهبي اسمه كيافطة على رأس الفريق، تماما كما تسمى الأزقة والشوارع، وسيكون عليه أن يتحمل كل الأنانية الزائدة  للأمين العام الجديد، الذي يلبس هذه الصفة كسروال جديد في يوم العيد، رغم أن الناس لم يتبادلوا التهاني هذه السنة في ظل جائحة "كورونا".

عبد اللطيف وهبي يهوى فن الخطابة، ويحب الخطابة، و مجبول على معارضة العثماني ويحن إلى زمن بنكيران والتعناق والبوسان، و كل الأحزاب غذت بالنسبة له واحدة... أغلبية ومعارضة.

و لم يتبق لوهبي إلا أن يسحب البساط من تحت قدم العبدي والعثماني وبنشماش، ولشكر، وحتى أخنوش، وكل الجهات السياسية، عفوا الجغرافية، و فلا رياح شرقية يبغي ولا غربية، فقط يريد أن يصعد منصة الخطابة، ليشنف أسماعنا بالكلمات الرتيبة، والخطب الرتيبة، كلما عقد البرلمان جلسة.

لا يترك أية مناسبة تمر، حتى يطلق العنان اللسان..

يستحوذ على الكرة لوحده، لكن تخونه المهارة، و حتى عندما يتسلم كرة جميلة فإنه يكون في حالة شرود، و حتى عندما لجأ إلى طلب تقنية "الفار"، فقد أقرت المحكمة الدستورية أنه كان في حالة تسلل، ففشلت محاولة التسديد في شباك الحكومة.

نموذج وهبي في السياسة هو بنكيران، لكن في السياسة ليس هناك اثنان.

ليس على وهبي حرج في أن يسكت على فضيحة الوزيرين/ المحاميين، الرميد وأمكراز، وهي فضيحة بجلاجل، كما يقول إخواننا المصريون، لكن أخشى أن يكون وهبي نفسه غير مصرح بالعاملين في مكتبه "الكبير" ( ما كبير غير الله) بحي الليمون بالرباط، للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.

لكن أكبر ما أخشاه، أن تكون الخرجة الأخيرة لوهبي حول المخيمات، هي محاولة لتحويل الأنظار عن فضيحة CNSS، رغم أن قضيتين لا تتشابهان، فبينما لا يزال الوزير امكراز  يلوذ بالصمت، خرج الرميد، بتصريح يعلن فيه رفض الاعتذار، بدعوى أننا لسنا في السويد أو اليابان...

و سواء كنا في السويد أو اليابان أو أي بلد من بلاد العالم فإن وزير الشباب والرياضة السابق، رشيد الطالبي العلمي، لم يعزف عن الكلام، وخرج، على الأقل، بتصريح ، قال فيه إنه مستعد للوقوف أمام القضاء، ودعا  وهبي إلى الإتيان بدليل بدل "النزق" السياسي و "الخفة" التي لا تُحتمل.