رأي

المريزق المصطفى: نقطة نظام!

يشهد العالم اليوم هزات اقتصادية واجتماعية وسياسية عميقة، بالإضافة إلى عدم وضوح الرؤية القريبة والمستقبلية.
وأعتقد أن المغرب هو الآخر يعيش نفس الوضع، مما يتطلب وقفة تأمل، ذلك لأن الأمر يتعلق بأمن واستقرار الوطن.
إن الذهاب نحو مغرب المستقبل، يستوجب رؤية مثمرة وذات قيمة حقيقية ملموسة. ففي ظل الوضع الحالي، سيكون من الصعب جدا الاعتماد على المسار الانتخابي وحده،  من دون ربطه بمقومات الفعل السياسي والاجتماعي والثقافي ببلادنا.
فالكل يعلم الأزمة البنيوية الخطيرة الكبيرة التي تتخبط فيها الحياة السياسية والمؤسسية ببلادنا، والتي تتعمق كل يوم بسبب استمرار الأحزاب السياسية في تفاعلها مع الانتخابات انطلاقا من رؤية دائرية تهيمن عليها العلاقة مع المركز ومؤسساته المركزية. وهو ما  يحتم البحث عن الطرائق  المناسبة للتخلص من التعامل النفعي مع الانتخابات المعتمد على الاستقواء بالأعيان و" الناخبين الكبار" ، وتحضير  إستراتيجية قائمة على إعطاء العملية الانتخابية قيمتها الحقيقية في تعاملها مع الشأن العام، وخاصة المحلي والإقليمي والجهوي منه، واعطاء معنى حقيقي للممارسة السياسية للنهوض بالمواطنة والديمقراطية ودولة القانون.
ومن هذا المنطلق ومنطلقات أخرى يبدو الحديث عن إجراء الانتخابات في وقتها مخاطرة ستكون عواقبها وخيمة على مسار الانتقال الديمقراطي وعلى المؤسسات، في غياب تشخيص حقيقي وموضوعي للقضايا الأساسية ذات العلاقة بالسلطة، والوقوف على أزمة الفعل التمثيلي ببلادنا.
أما على المدى القصير، فيبدو أن الوقت قد حان لإجراء تعديل حكومي، يسمح بتشكيل حكومة جبهة وطنية ديمقراطية، تصهر على اخراج النموذج التنموي الجديد  إلى الوجود لمناهضة التفاوت الاجتماعي ونصرة كل قضايا " الحاشية السفلية" والتجاوب مع انتظارات المغاربة.
*ناشط مدني وفاعل حقوقي