سياسة واقتصاد

مندوبية التخطيط تتوقع معدل نمو سالب بـ5,8 في المائة خلال 2020

كفى بريس ( و م ع)

توقعت المندوبية السامية للتخطيط أن يسجل حجم الناتج الداخلي الإجمالي معدل نمو سالب بـ5,8 في المائة خلال 2020، نتيجة التأثير المزدوج للجفاف الذي يعرفه المغرب وتفشي جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد -19".

و أوضحت المندوبية في تقريرها الخاص بإعداد الميزانية الاقتصادية لسنة 2021، أن الناتج الداخلي الخام سيسجل، بناء على الانخفاض المرتقب للضرائب والرسوم على المنتجات الصافية من الإعانات بـ9 في المائة، معدل نمو سالب بـ5,8 في المائة خلال سنة 2020، عوض زيادة بـ2,5 في المائة المسجلة سنة 2019.

وفيما يتعلق بتمويل الاقتصاد، سينخفض الادخار الداخلي إلى حوالي 19,1 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي سنة 2020، عوض 23,3 في المائة سنة 2019. وبالموازاة مع ذلك، ستواصل المداخيل الصافية الواردة من باقي العالم تراجعاتها، لتسجل سنة 2020 انخفاضا بـ -4,6 في المائة بعد -1,5 في المائة سنة 2019 و-16,9 في المائة سنة 2018.

وبناء على هذه التطورات، سيتقلص معدل الادخار الوطني ليبلغ فقط 23,7 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي عوض 27,8 في المائة سنة 2019.

وأخذا بعين الاعتبار الانخفاض المرتقب لمستوى الاستثمار إلى 30,6 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي سنة 2020، عوض 32,2 في المائة المسجلة سنة 2019، ستتفاقم الحاجيات التمويلية للاقتصاد الوطني لتصل سنة 2020 إلى 6,9 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي، عوض 4,4 في المائة خلال السنة الماضية.

وعلى مستوى المالية العمومية، ستؤدي تداعيات "كوفيد-19"، وتعليق النشاط الاقتصادي الوطني خلال فترة الحجر الصحي، إلى تأثيرات سلبية على ميزانية الدولة لسنة 2020. وستؤثر التدابير المتخذة من طرف الحكومة لمواجهة الأزمة الصحية بشكل كبير على المداخيل الجبائية.

وبناء على تطور النفقات العمومية، سيتفاقم عجز الميزانية سنة 2020، ليصل إلى حوالي 7,4 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي، متجاوزا بشكل كبير مستوى المعدل السنوي المسجل خلال الفترة 2011-2013، والمحدد في 6,1 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي.

ولتغطية هذه الحاجيات، سيقوم المغرب باللجوء إلى الاقتراض الخارجي، متجاوزا بذلك سقف التمويلات الخارجية المحددة في القانون المالي لسنة 2020 في حدود 31 مليار درهم. وستؤدي هذه الظروف إلى ارتفاع معدل الدين الإجمالي للخزينة إلى 74,4 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي سنة 2020.

وبناء على مستوى الدين الخارجي المضمون، سيصل الدين العمومي الإجمالي إلى حوالي 92 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي، أي بارتفاع بحوالي 12 نقطة مقارنة بالسنة الماضية.

من جهته، سيتأثر السوق النقدي بتداعيات انخفاض التدفقات المالية الصافية. في ظل هذه الظروف، سيتقلص الاحتياطي من العملة الصعبة سنة 2020 ليستقر في حدود 212 مليار درهم (دون احتساب الخط الائتماني للسيولة بـ 3 ملايير دولار من صندوق النقد الدولي). وبناء على تحسن القروض على الاقتصاد بحوالي 4,9 في المائة، نتيجة التدابير المتخذة من طرف البنك المركزي، ستعرف الكتلة النقدية زيادة طفيفة بحوالي 1,6 في المائة سنة 2020 عوض 3,8 في المائة سنة 2019.

ويأتي إعداد الميزانية الاقتصادية الاستشرافية لسنة 2021 في سياق غير مسبوق، يتميز بالأزمة الصحية التي انتشرت في جميع أنحاء العالم، والتي خلفت عواقب وخيمة أكثر حدة من التداعيات السلبية للأزمة المالية.