على باب الله

العرْق دساس ليس في الأنساب وإنما أيضا في الأحزاب...

المصطفى كنيت

للبيوت حرمة، وقد طرق عبد اللطيف وهبي، باب "البيجيدي" مستأذنا بالدخول، وفتح له سعد الدين العثماني الباب، لأنه جاء طالبا راغبا: "ضيف الله"، لكن لا إخوة العثماني استساغوا أن يقدم له تلك اللقمة، ولا رفاق وهبي رضوا له أن يطرق الباب صاغرا، وقد نسوا أن فيه عرق من "بنكيران"، وشلة بنكيران، وكما يقول الرسول صل الله عليه وسلّم: " العرق دساس"، ليس في الأنساب، وإنما أيضا في الأحزاب .

و حين فتح إدريس لشكر الباب لوهبي، خاطبه قائلا: " مرحبا بك في داركم"، لأنه في حاجة إلى "تراكتور" جديد يخوض به انتخابات على الأبواب أو هكذا شبّه له.

أما الرفيق بنعبدالله، فلا شك أنه يلتقي بوهبي، بين الفينة والأخرى، في شارع جان جويس، بحي الليمون، ليحكوا القصص في فيلا "نبيلة"، قبل أن يتفرشخوا بالضحك على نكتة يحكيها لهم الوفا، الذي يبدو أنه وفيّ لبنكيران أكثر من وفائه لمبادئ حزب صهره علال الفاسي رحمه الله.

وحبذا لو اجتهدوا جميعا ليصوروا لنا حلقات من "روتيني اليومي"، في انتظار طعنات خناجر الناخبين على المؤخرات في الانتخابات القادمة.

و لم يكمل وهبي، جولته في زيارة " سادة" السياسة، نفعه الله ببركاتهم، فقد كان عليه أن يوليّ وجهه شطر "قبة" سيدي أخنوش، لكنه لم يفعل، فقد  نثرت حبات مسبحته رياح رشيد الطالبي العلمي، الذي نصحه بعدم اللعب مع "الكبار"، و أن يكتفي باللعب أمام باب داره.

وعلى رأي المثل: "الفم المزموم ما تدخلوا دبانة"، غير أن سي وهبي، لا يلتزم بهذه القاعدة، لذلك فإن لسانه سيجلب عليه الكثير من المتاعب، حتى في صفوف "البام"، الذي يبدو أن عجلاته لحقت بها الكثير من الأعطاب.

وبعد يومين أو ثلاثة خرج إدريس لشكر في حوار، ليعلن بالبنط العريض أن التحالف مع حزب العدالة والتنمية: " كارثة"، ربما، لأنه نسيّ أن يقول هذا الكلام لوهبي، حين استقبله بشارع "العرعار"، فأراد أن يوجه له هذه الرسالة، لكن ليس على أجنحة الحمام بل على صفحات "جورنال".

وللتاريخ فإن بنكيران ظل طيلة مفاوضات تشكيل الحكومة، يرفض التحالف مع الاتحاد الاشتراكي، ورفض إدخال لشكر سواء  من الباب أو من النافذة، حتى لو فشلت كل التحالفات، وكذلك كان.

فجاء العثماني، فكان الرضا نصيب لشكر، بثلاثة حقائب.

ويبدو أن لشكر لا يريد أن يغادر دائرة " الشهرة" بعد أن تحامته عشيرة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، فأصبح ينطبق عليه عجوز بيت طرفة بن العبد الشهير، فقط.

و لا يسعنا بالمناسبة إلا أن ندعو له، بنفس الدعاء الذي دعا له به بنكيران، بعد واقعة المحمدية الشهيرة، التي أغضبت كثيرا أخنوش: " الله يرد به".