سياسة واقتصاد

الخطاب الملكي يشكل منعطفا جديدا في حقل التنمية الاقتصادية والاجتماعية

كفى بريس ( و م ع)

اعتبر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، تاج الدين الحسيني، أن الخطاب السامي الذي وجهه الملك محمد السادس إلى الأمة، مساء الأربعاء، بمناسبة الذكرى الـ21 لعيد العرش، شكل منعطفا جديدا في حقل التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وأوضح الأستاذ الجامعي، أن الخطاب الملكي شكل منعطفا جديدا في حقل التنمية الاقتصادية والاجتماعية ولكن في نفس الوقت في مجال التصدي لتداعيات الوباء وما يمكن أن يترتب عنها من اختلالات على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.

وحسب الحسيني فإن خطاب العرش ركز على محورين أساسيين، أولهما اقتصادي وثانيهما اجتماعي، مضيفا أن الملك "اعتبر أن كل أزمة ينبغي أن يكون في طيها فرص جديدة وأنه من الواجب أن يتم الآن ترتيب الأولويات من جديد، خاصة في ما يتعلق بمسألة أساسية كانت دائما محور اهتمام جلالته وهي مسألة الوضع الاجتماعي ومناصب الشغل والإنعاش الاقتصادي".

ولتحقيق هذه الغاية يؤكد الأستاذ الجامعي دعا الملك إلى إحداث صندوق للاستثمار الإستراتيجي مهمته دعم الأنشطة الإنتاجية، ومواكبة وتمويل المشاريع الاستثمارية الكبرى، بين القطاعين العام والخاص، في مختلف المجالات.

وسجل الحسيني، في هذا الصدد، أن الملك أبدى بعض الملاحظات بخصوص الجوانب التي تهم مواكبة المقاولات الصغيرة والمتوسطة بضخ حوالي 120 مليار درهم من أجل تحريك العجلة الاقتصادية.

وشدد الجامعي على أن مسألة الإصلاح الاقتصادي جاءت في إطار جانبين يهمان القطاع الخاص والإصلاح العميق للقطاع العام عن طريق إحداث وكالة وطنية لدعم مساهمة المؤسسات العمومية، معتبرا أن هناك تكاملا واضح بين القطاع الخاص والمؤسسات العمومية من أجل إنجاح هذا الانتعاش الاقتصادي الجديد.

وبخصوص المحور الاجتماعي، شدد الحسيني على أن الملك ركز في خطاب العرش على مسألة تعميم التغطية الإحتماعية لجميع المواطنين انطلاقا من 2021 وهذه "بادرة جد مهمة ستنطلق ربما في عدة مراحل". وعبر الأستاذ الجامعي عن اعتقاده بأن هذا النوع من توفير الحماية الاجتماعية في الخطاب الملكي "جاء ليشكل وعدا صادقا لتحقيق منعطف مهم على صعيد التنمية الاجتماعية بالمغرب".

وخلص إلى أن الخطاب الملكي ركز بشكل كبير على الواقع الوطني دون الخوض في القضايا الإقليمية والدولية والتحديات التي تواجه المغرب على الصعيد الدولي وهذا كان منتظرا باعتبار المرحلة التي يقطعها المغرب في إطار أزمة كوفيد 19 التي سوف لن تكون لها فقط تداعيات صحية على الصعيد الاجتماعي ولكن أيضا عواقب اقتصادية واجتماعية جد مهمة.