قضايا

المعطي منجيب "يهاجر" نحو حقيقته

عبد العزيز المنيعي

المنادل" الكبير، المعطي منجيب، الذي لا يشق له غبار في بيع صكوك الغفران و"حكوك" الإنسان، لم يخلف موعده مع الخذلان مرة أخرى، وكان في كامل "لياقته العقلية"، وسلامته النفسية المشكوك فيها أصلا، وقرر الالتحاق "بالمنادلين" أعضاء الشركة العالمية لاستيراد الحقوق وتصدير الأوطان.
الخبر لم يشكل فارقا، فحضور هذا الشخص مثل عدمه، فهو مثل ذبابة "تزنزن" فوق رأس أسد، لا شكوى إلا من الضجيج والصخب.
ويقول الخبر إن المعطي منجيب، "هاجر" إلى فرنسا برفقة زوجته وابنته، وقدم في المطار جواز سفر فرنسي ليؤكد أنه متفق تمام الاتفاق مع حقيقته، ولا يخفي انه مجرد دخيل كان يتحين الفرصة ليغادر ومن تم يحصي تركته وما حصده طوال سنين من الضحك على الذقون، تارة باسم حقوق الإنسان، وأخرى باسم البحث في التاريخ، وما هو بباحث سوى عن تسمين الرصيد البنكي.
طبعا "الأخ والرفيق والصاحب المنادل الكبير" المعطي منجيب، ليس لديه الوجه أولا ليدلي بجواز سفر مغربي، فهو طارئ مثل إطلاق ريح في وليمة كسكس... ولا وقت لديه أيضا لطلب التأشيرة، لأنه فوق التأشيرة ومن يسلمها، فهو كبير تجار حقوق الإنسان، يقام له ولا يقعد ويهيم في بلدان العالم يبصم هنا وهناك، ولا يترك من التاريخ سوى تلك الممتلكات التي تشير إليه بالبنان، على انه كان ناجحا في تكديس الثروة من لا شيء... فقط من بيع "الهضرة" وتسويق أسهم المبادئ.
أخيرا "سيرتاح" سي منيجب، عندما يجاور ضيعته في مونبولييه، فقد استبد به الخوف أن يكون فيروس كورونا قد أصابها، وأن تكون البورصة قد نسيته كأحد أفضل المساهمين في تزويدها بالجديد "الطري" من رؤوس الفتنة.
لكن الأكيد أيضا، أن المعطي منجيب سيبقى قلبه في المغرب، ليس حبا في الوطن، ولكن خوفا على تركته من الممتلكات العقارية التي تترامى في الهرهورة وبنسليمان. سيبقى متيقظا يحن إلى تلك البقاع لأنه جناها من بيع ذمته ووجهه والاهم من بيع وطنه.
الآن نقول أن هجرة المعطي منجيب إلى فرنسا، بجواز سفر فرنسي، بمعية أسرته، هي بيان حقيقة يؤكد ما سبق أن شددت عليه "كفى بريس"، من كون هذا الشخص مجرد بائع في سويقة حداثية اسمها "الدفاع عن حقوق الإنسان"..