قضايا

الراقصة "مايا"

إدريس شكري

وحدها الراقصة "مايا" هي ما تبقى من الحكاية، فقد خرجت بوجه مكشوف تدافع عن رقصتها عن متن يخت في عرض البحر أو المحيط، الذي كادت "إشاعاته" تبتلع الرئيس المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط، مصطفى التراب.

لم يرحم رواد مواقع التواصل الاجتماعي الرجل، رغم أن اليقين يعوزهم، و رغم أن الشخص الذي قيل إنه التراب، لم يظهر وجهه كاملا، ولم تتبن ملامحه بوضوح، وتلقف الذين في قلوبهم مرض "الفيديو"، "بحال إلى ضربته بسفنجة"، و سارعوا إلى إصدار الأحكام التي لا ترحم، رغم أن الشك، عادة، ما يفسر لصالح المتهم.

لكن مع مرور الوقت، بدأ يتأكد أن الأمر لا يتعلق بمصطفى التراب، فصب الذين غامروا بنشر الخبر والفيديو "الماء على كروشهم".

السرعة تقتل، ليس في الطرقات، ولكن أيضا في نشر الأخبار، فخبر صحيح خير ألف مرة من خبر مشكوك في صحته، والأخبار "الثقيلة" تقبل الانتظار، لأنها بحاجة إلى التدقيق والتمحيص.

أما الكلمة فقاتلة ولو كانت مكتوبة على جدار حائط، ولقد طلت جدار "الفايسبوك" آلاف الكلمات التي تدين و تستنكر و تتباكى وتتشاكي، وتندب حظها العاثر، و تشق الجيوب، وحمّلت التراب وزر ما لم تصنع يداه، و أخذت بلحيته ورأسه، ظلما وعدوانا، أحيانا، وجهلا واستهجانا أحيانا أخرى، لغاية في أنفسهم...

و الآن ما الذي يمكن فعله لرد الاعتبار لمواطن ظُلم، بعد أن رسا "اليخت" في مرفأ الحقيقة؟

أتمنى أن يبحث كل الذين ساهموا في تلك المناحة ( المندبة بلغتنا الدارجة) في الجواب على هذا السؤال.

و على رأي المثل: " مايه وميات تخميمة ولا ضربة بمقص"، لكن يبدو أن الضرب بالمقص هو لي خدّام، باستعمالاته المتعددة: لقص الثياب، كما حدث في قطعة: "سروال علي"، أو في "الختان" أو في إبداع الأنغام،  و "الهيت" على ضرباته، ليس على ظهر يخت، لكن عندما يريد "الدراري" و "الدريات" يقصروا على صفحات "الفايسبوك".