سياسة واقتصاد

الدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة.. ليست كسابقاتها في زمن كورونا

كفى بريس ( يوسف النهاري/ و م ع)

تبدأ الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع دورتها لهذه السنة، والتي تصادف الذكرى الـ75 لإنشاء المنظمة العالمية، وهو موعد كان سيتم، لو أنه انعقد في ظروف عادية، الاحتفال به على نطاق واسع بحضور العشرات من رؤساء الدول والحكومات الذين يتوجهون كل سنة إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك.

غير أن ظروف انعقاد هذا الموعد الدولي السنوي مختلفة هذا العام. فبفعل تدابير التباعد الجسدي التي تفرضها جائحة كورونا، ستتم أغلب الاجتماعات والندوات التي ستنعقد في إطار الاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة افتراضيا أو بشكل افتراضي وحضوري في الآن ذاته لكن بعدد محدود من المشاركين.

وبدورها، سيتعقد جلسات المناقشة العامة (اعتبارا من 21 شتنبر)، وهي من أبرز لحظات الجمعية العامة التي تتميز بخطب قادة العالم ورؤساء الوفود، هذه السنة من خلال رسائل فيديو مسجلة سيتم بثها في القاعة التاريخية لهذه الجمعية، بحضور سفراء الدول الأعضاء لدى الأمم المتحدة.

وذكرت الأمم المتحدة أن الخطب المسجلة مسبقا يتعين أن يقدمها ممثل من كل دولة مقيم في نيويورك، والذي سيمكنه الولوج لقاعة الجمعية العامة.

ووحده الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الطامح لولاية ثانية خلال رئاسيات نونبر المقبل، كان ألمح إلى إمكانية توجهه إلى نيويورك لإلقاء خطابه شخصيا أمام الجمعية العامة. وقد فسر العديد من المراقبين هذه الخطوة على أنها تندرج في إطار إستراتيجية حملته الانتخابية لتسليط الضوء على إنجازات السياسة الخارجية لإدارته.

ولكن، وحتى وإن لم تستطع الأمم المتحدة من الناحية التقنية منع سفر أي رئيس دولة أو وفد، فإن السلطات المحلية في نيويورك أوصت بفرض حجر صحي إلزامي لمدة أسبوعين بالنسبة لأي مسافر قادم من البلدان التي تطرح مخاطر أكبر على المستوى الوبائي.

وستتميز الدورة الحالية للجمعية العامة، التي تنطلق رسميا في 15 شتنبر تحت شعار "تعددية الأطراف والمستقبل الذي نصبو إليه"، بالعديد من الاجتماعات والندوات الرفيعة المستوى التي تتناول قضايا ذات أهمية كبرى، لاسيما تحقيق أهداف التنمية المستدامة في أفق سنة 2030.

ومن المرتقب ان يشهد مقر الأمم المتحدة تنظيم حدث آخر في 21 شتنبر الجاري للاحتفال بالذكرى السنوية الـ75 لإنشاء الأمم المتحدة (والذي سيتم أيضا بشكل افتراضي وعن بعد)، يروم "حشد دعم متجدد لتعددية الأطراف"، وهي قضية تزداد إلحاحا في وقت يواجه فيه العالم وباء كورونا.

ومن المنتظر أن يلقي الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، خطابا خلال هذا الحدث الرفيع المستوى.

وقال المتحدث باسمه، ستيفان دوجاريك، "إنها ليست الذكرى السنوية الـ75 للأمم المتحدة فحسب، بل إنها أيضا لحظة للتفكير في كيفية المضي قدما في الدفاع عن تعددية الأطراف في وقت تحدق بها مخاطر كبيرة، وكيف يتعين علينا أن نتحد لمحاربة الوباء وإعادة البناء والتعافي بشكل أفضل".

وتابع أنه "من الواضح أن هذه الجمعية العامة لن تكون مثل سابقاتها. أعتقد أنه ستتاح لنا الفرصة للاستماع إلى (خطابات) قادة العالم بشأن وضع العالم خلال هذه الفترة المأساوية التي نعيشها".