قضايا

لجنة النموذج التنموي من "الانفتاح" على المؤثرات إلى "روتيني اليومي"

عبد العزيز المنيعي

 على مضض "ابتلعنا" بشربة امل، اللائحة التي اطل علينا بها، السيد شكيب بنموسى رئيس لجنة النموذج التنموي، والتي عرض فيها فريقه الذي سيخوض به التحدي الاكبر في صياغة حلم المغاربة بأفق مغاير.

نقول على مضض، لأن اللائحة ضمت أسماء ليس لها مع النموذج التنموي إلا "الخير والإحسان"، أسماء كانت وربما لا زالت تجيد الضرب على دفوف المعزين، أكثر من أي شيء أخر.

المهم... اللجنة إشتغلت والإعلام تابعها بكل حماس وامل، نشر المقالات تلو المقالات والأخبار تليها التعليقات والصور المعبرة وكل ما له علاقة بحلم ممكن في مغرب اليوم.

كل ذلك مر مرور الكرام، وجاءت لحظة الزيف التي أفل من بعدها قمر التمني وصار منبر اللجنة تعتليه "المؤثرات" بدل العقول الحقيقية التي يزخر بها الوطن وما أكثرها.

الواقعة لا يمكن اعتبارها عادية بأي شكل من الأشكال، فلا الصفة ولا الطبيعة "الفكرية" ولا النهج "الفيسبوكي" والبحث عن "اللايكات" يسمح بأن تفتح لجنة النموذج التنموي ذراعيها لاحتضان مايسة سلامة، التي ليس لها لا في العير ولا في البعير، كل ما لديها بضع كلمات و"سنطيحة قاسحة" وخروج متواتر في فيديوهات مباشرة تطلق فيها العنان للسانها أكثر من أفكارها.

مغاربة التواصل الإجتماعي من المثقفين والفنانين واطر حقيقية، عبروا عن استهجانهم لهذه الواقعة، وطبعا السؤال تناسل وكبر ولم تحتويه جنبات النقاش، فاض مثلما فاضت السيدة مايسة وهي تتحدث "بإسم المغاربة" في كل صغيرة وكبيرة كما لو كان لديها تفويض بذلك..

لكن السؤال الأهم الذي طرح نفسه بقوة، هو: هل صدقت لجنة النموذج التنموي أن مايسة سلامة تتحدث بإسم المغاربة، إذا كان الجواب نعم فذلك عذر، رغم أنه أقبح من الزلة إلا انه يفسر جنوح سفينة السيد بنموسى إلى مرافئ مجهولة، مثل مرافئ التواصل الإجتماعي الذي يعتبر وسيلة للتبليغ وليس مشتلا لقطف الأفكار التنموية التي ستساهم في إخراج النموذج التنموي كما نحلم به جميعا.

لكن الخوف كل الخوف، أن تواصل لجنة السيد بنموسى مسيرتها في فيافي الفيسبوك ويوتيوب وأنستغرام وغيرها من مواقع التواصل، وأن تفتح بابها ومنبر خطابتها امام "المؤثرين والمؤثرات" الذي ينالون رضا اللايكات ونسب المشاهدة المرتفعة وحتما ستكون بطلات "روتيني اليومي" اولى بهذه الاستضافة فهن مؤثرات وتحظى منشوراتهن بنسب متابعة كبيرة، اكبر من متابعة مايسة سلامة صاحب غداء الحوت في الحسيمة مع معتقل تخريب المدينة.

الخوف كل الخوف ان تذهب اللجنة بعيدا في الاستماع إلى كل من يسب ويشتم الوطن ومؤسسات الوطن، ومنهم من يقضي عقوبته الحبسية، نخاف أن يصير النموذج التنموي بين يدي حفنة من "كفرة" الوطن الناقمين على الاستقرار والأمن والأمان، الحاقدين على إشراق المملكة في العالم حتى في ظل غيمة كورونا..

نخاف أن يصبح التهجم على الوطن وكيل "المعيور" وسيلة للوصول إلى منبر اللجنة... فعلا نخاف من ذلك..